ليلة المولد ياسر الليالي

ليلة المولد ياسر الليالي

عمق آخر

هاشم الفكي رضوان

*ثوابت السنوات اخرجتني من عنق المشهد المجروح، تفاصيل الخواتيم وزفة المولد وميدان الخليفه وابواق السيارات واغلاق الشوارع والشمس تغازل المغيب..الوفود تتوالي في سباق محموم..القادمين مشيا ب الاقدام ينازعون المساحات ومن كل الاتجاهات،وياتي الليل الاول شيوخ وكبار امدرمان يلتمسون ابواب الدخول بشغف وحب قديم مسكون بعبق الماضي(الحنون )كل الي خيمة طريقته يتنادون…وتضرب النوبة ضربا فتئن وتحن…والمدائح تطرق الاذن الشجيه ليلة المولد ياسر الليالي احساس مشبع بالقبول والتراضي..تتزاحم الخلائق بين ساعة واخري ويبدوا ميدان الخليفه مختنق بفخر..الأفواج ترتفع رقما وتعتلي عشقا لليلة تعطرت بعظمة الحدث..الامهات يتوافدن..صغارهم يمتلكون عروسة المولد وذاك يمتلك حصانا يخاف ان ينكسر عنقه..لايعرفون ان هناك موعد للنوم فغدا عطله، ارتباط وجداني متعارف، ومنافذ شراء حلاوه المولد يتنافسون علي الجوده .ليلة المولد ياسر الليالي في قلب امدرمان حوش الخليفه اكتسي بالغياب المفروض فقد جفت مساحات الفرح الموسمي وحزنت ارض الخليفه ولاول مره..فقد كانت اكثر من ثمانية عقود تنتظر تلك اللحظات..تنتظرها بتعاقب متناسق حيث تاتي الليله متلاحمه والصلاة علي الرسول الكريم افضل الصلاة والسلام عليه تتقاسم في بهو الطرق الصوفيه وسيرته تعلو علي اجهزة الاستماع والارض يغطيها ضوء المكان حتي الفجر …ليلة المولد ياسر الليالي…اراك هذا العام في غياب تام ..اغمض الميدان لتتعالي اصوات النيران وتظل البندقيه حاجز مكتمل فرض الافتراق، فانا اعلم جيدا هناك من ينتظرون هذه الليله بفارغ الصبر ليغذو ارواحهم ويتتادون بسيرة الحبيب باسلوب متوارث ،فقد تذكرت كيف كان يتوافدون بشوق مطرد تحفه تلك المظاهر الجماليه، واعرف جيدا هناك اسر امدرمانيه تحسب الثواني ليطل عليها شهر ربيع ليضربوا وعدا بالفرح طوال اثني عشره ليلة لانها تتقاسم معهم الليالي باضماد وملهمات لايمكن ان تقيم. تذكرت ذلك وانا في بلد اخر احتفلت ولكن احتفالها ادركني فادمعت..ليلة المولد في امدرمان كأنها قادمة من قلب القمر كل مواصفات الاحتفاليه تعني الكثير من حيث تاريخها الطويل..والمتوارث بمعائير يتخللها الولاء العميقليلة المولد ياسر الليالي غابت في سماء امدرمان وبتلك التفاصيل الروحانيه فلم يهدا خيالي فبكيت مع نفسي كما بكوا اهل الوفاء في سماء ام در. الحبيبه

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x