زينب محمد حمدالله.. إمرأة هزمت المستحيل

زينب محمد حمدالله.. إمرأة هزمت المستحيل

شـــــــوكة حـــــــوت

ياسرمحمدمحمود البشر

*إذا كان وراء كل عظيم إمرأة فإن الحاجة زينب محمد حمدالله واحدة من اللأئى صنعن وأنجبن عظماء فقد وقفت وراء إبن عمها المغفور له الحاج بخيت حامد حمد الله وكانت له نعم الزوجة الصالحة من هدى صلاحها وقوة شخصيتها فى مقابلة ظروف الحياة وتصاريف الدهر تميزت الحاجة زينب بقوة الإيمان وتسلحت باليقين لذلك هزمت المستحيل وقدمت أنموذج طيب تحدثت به الأجيال إمرأة يخيل الى الناظر إليها أنها خلقت من غير شفاه من فرط التبسم حتى فى أحلك الظروف وأصعب اللحظات ولها بين أهلها ومعارفها مكان عليا إمرأة سلاحها العقل والصمت والتدبر واليقين وقوة الإيمان والإعتداد بالنفس ويكمن سر نجاحها فى الحياة بالرضاء بما قسمه الله لها تتحدى الصعاب وتصنع من المواقف الصعبة فى حياتها محطات للتأمل والتدبر وفوق هذا وذاك تجيد الصمود فى وجه عواصف الحياة مهما كانت عاتية فإنها تخرج منها بقوة لا تعرف الهزيمة او الانكسار والقنوط واليأس تمنح من حولها الطاقة الإيجابية من دون أن تفصح عن ذلك*.*الحاجة زينب محمد حمدالله لم تتلق قدر وافر من التعليم مثلها مثل أترابها فى ذلك الزمن وعلى المرأة أن تكرس جهدها فى أعظم وأشرف مهنة مهنة الأمومة ونجاح المرأة فى إدارة بيتها كان بمثابة التقييم لحسن تربيتها لذلك إهتمت الحاجة زينب بالتعليم أيما إهتمام وحرصت على تعليم أبنائها مع شريك حياتها الحاج بخيت حامد الله وقدمت للحياة نماذج طيبة من الذرية الصالحة فوهبت للسودان الدكتور فتح الرحمن بخيت حامد أخصائي النساء والتوليد ومدير عام وزارة الصحة بالنيل الأزرق والدكتورة إنتصار والباشمهندس محمد بخيت والأستاذة نبوية بسلطنة عمان والصحفى الرياضى المطبوع بدر الدين بخيت ومهندس البترول عبدالعظيم بخيت والمهندس محى الدين بخيت والأستاذ حاتم وفقدت أصغر أبنائها وفلذت كبدها الأستاذ مصعب بخيت فصبرت وإحتسبت وجميع أبنائها كانوا يمثلون أسرة الحاج بخيت وحاجة زينب خير تمثيل وهم سفراء للإنسانية فى أبهى صورها لذلك إنعكس فيهم صلاح الأسرة وحسن منهج التربية الممزوجة بعرق الحلال والقناعة بالقليل*.*قضيت مع الحاجة زينب ثلاثة سنوات ببيتها العامر بحب الخير للناس بحى الرى بمدينة الدمازين أثناء دراستى بالمرحلة الثانوية وتشكلت لدى قناعة تامة بأن الحاجة زينب من النساء الصالحات فقد مر علينا يوما خلى فيه مطبخ البيت من الفئران تماما ولم يكن فى بيتها شئ من متاع الدنيا سوى رحمة الله لم تجزع ولم تشتكي سؤ الحال لأحد لكننى رأيتها قد توضأت وصلت صلاة الضحى ثم إبتهلت بالدعاء لرب العالمين ولا أعرف ماذا قالت فى دعائها لكن ما أعرفه أن أكثر من عشرين أسرة بحى الرى حملوا طعاهم وتناولوا معنا وجبة الغداء بمنزل الحاج بخيت فى ذلك اليوم وتنزلت علينا رحمات الله بعدها ويشهد على ذلك الموقف إبنيها المهندس محمد والمهندس عبدالعظيم وقد ذكرت هذا الموقف قبل فترة للمهندس محمد بخيت وقلت له بماذا كانت تدعى الحاجة زينب حتى إستجاب لها الله وتنزلت علينا تلك الرحمة فى ذلك اليوم لله درك أيها المرأة الصالحة زينب محمد حمدالله*.*بالأمس إنطوت صفحة حياة الحاجة زينب وترجلت عن صهوة جواد الحياة الدنيا رحلت الحاجة زينب الى جوار ربها راضية مرضية حملت معها حب الناس وإحترامهم لها وتركت أثر طيب وذكرى عطرة وبرحيلها فقدت الإنسانية (زولة) سمحة خلقة وأخلاق وبرحمة الله تكون الجنة قد إستقبلت إمرأة أحسبها من الصالحات وبذلك تكون شعلة من بذور الأمل قد خبأت نعم رحلت الحاجة زينب لكنها خلدت ذكراها ووضعت بصمات فى هذه الحياة تحسب لها فى ميزان الحسنات بإذن الله وبحول الله وقوته والعزاء الوحيد أنها صبرت على المرض وتحملت معاناته ولم تشتك إلا لله وحده والقادر أن يجزيها بالإحسان إحسانا وبالصبر والاحتساب جنة عرضها السموات والأرض*.نـــــــــــــص شـــــــوكــة*اللهم يا من بيدك ملكوت السموات والأرض ويا ملك الملوك إن الحاجة زينب قد أناخت مطاياها ببابك وهى أمتك وبنت أمتك نشهد لها بالتقوى والإيمان والصلاح اللهم أجعلها عندك فى سدر مخضوض وطلح منضود ويسر حسابها ويمن كتابها وشفع فيها نبيك محمد صلى الله عليه وسلم* .ربــــــــــع شـــــــوكـة *اللهم ألزمنا الصبر واجرنا فى مصيبتنا خير منها وأنت قادر على ذلك يا رب العالمين*.yassir.mahmoud71@gmail

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x