جدلية الحرب بين الوقف والاستمرار

جدلية الحرب بين الوقف والاستمرار


بقلم :مبارك الكودة
في تقديري ينبغي علينا ألّا نعتبر شعار لا للحرب يقابله بالضرورة شعار نعم للحرب ، فهذه المقابلة مجرد كمين أراد به الذين يقولون لا للحرب أن يتنصلوا منها ويصبغوا بها القوات المسلحة التي تدافع عن الارض والعرض و يصفونها وداعموها بأنهم دعاة قتل واغتصاب وتدمير ، وهذا بالطبع تحريف للكلم عن مواضعه والعكس هو الصحيح ، فالقوات المسلحة والشعب السوداني لا يريدان حرباً ولكنها كُتبت عليهم وهم لها كارهون ، و شعار لا للحرب إذا كان يعني أن تقف الحرب ونبدأ سوداناً جديداً بلا فوضى من الدعم السريع وبلا رتب عسكرية لمن هم ليسوا مؤهلين لها وصلت حد الفريق الأول وبلا تمكين لآل دقلو الذين يتحكمون في موارد البلاد فلا والف لا للحرب ويجب أن تقف الحرب الآن وليس غداً ، أمًا إذا كان هذا الشعار يعني أن تقف الحرب بعد كل هذا الدمار الأخلاقي والمادي والجنجويد يعوثون فساداً داخل منازل المواطنين ثم تجلس الدولة من بعد ذلك للتفاوض حول كيف يتم استيعاب هؤلاء المتفلتين وبعد كل الذي حدث في مؤسسة قواتنا المسلحة بحجة أن الجنجويد قوات أنشئت بقانون سابق فهذه بلا شك حجة واهية في ظل تغيير سياسي أُلغيَ بموجبه دستور عام ٢٠٠٥ والذي هو عضم الضهر لكل القوانين ، فهل من منطق يُحترم أن يُلغى الدستور بحجة ضرورة التغيير الثوري ويظل قانون قوات الدعم السريع ساريًا بحجة أنه أجيز في المجلس الوطني ، والمضحك المبكي أنه حتي المجلس الوطني حُل من أساسه لعدم الشرعية ، والرئيس الذي وقع على القانون نفسه يقبع في السجون لعدم شرعيته ، وصحيح أننا لايمكن أن نُلغي كل ما شرّعه النظام السابق ولكن إذا كانت فعلاً هنالك أولويات لمصلحة الشعب السوداني وإذا أردنا حقاً إزالة تمكين النظام السابق فلا أعتقد أن هنالك مؤسسة تستحق الإزالة والتصفية أكثر من قوات الدعم السريع ، وإذا كانت هنالك جريمة واحدة تستحق أن يحاسب عليها البشير فهي جريمة تأسيسه لهذه القوات بدلاً من ملاحقة أشقائه وزوجته في قطع سكنية تحصلوا عليها هنا وهناك ٠
وإذا ظن داعمو سيناريو وقف الحرب والدخول مع حميدتي في مفاوضات سيحقق لهم نظرية تأسيس جيش قومي واحد فإنهم واهمون وهذا إذا احسنا الظن بهولاء ، فاستراتيجية الدعم السريع لاعلاقة لها بهذه التفاصيل ولا بالحرية والديموقراطية التي تدعي أنها تقاتل من أجلهما إنما إستراتيجيتها هي حكم السودان وكل القرائن تؤكد ذلك ، وما هذه الحجج التي يدعيها حميدتي وتدعيها قحت الا تاك تك ومراهنة علي الزمن يجلس بعدها حميدتي أميراً علينا ثم تصبح الإمارات وأسرته وخشم بيته من بعد ذلك ظهيراً ، يتحسر البعض عن الضرر والخسائر التي لحقت بنا من جراء هذه الحرب ولكن إذا قارنّا هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات مع الخسارة الضخمة الي كنّا سنجنيها من وجود حميدتي وأسرته في السلطة وأطماع دولة الامارات ودول آخري في ثرواتنا فسنجد أن ما قدمناه من خسارة يعتبر مهراً بسيطاً جداً مقارنة مع البديل الذي كفانا الله شره ، وابشروا بسودانٍ جديد يقف فيه كل السودانيين صفاً واحداً كانهم بنيان مرصوص لا فضل فيه لاقليم علي إقليم آخر ولا لقبيلة علي قبيلة فقد حبانا الله بوطنٍ يسع الجميع ٠

٢٨ / سبتمبر / ٢٠٢٣

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x