صديقتي الصغيرة ..العنيدة …مشتاقين

صديقتي الصغيرة ..العنيدة …مشتاقين

توقيعات علي دفتر العابرين ..
علم الدين عمر

….أيقظتني هذه الصغيرة المشاغبة ..بمودة من غفوتي النفسية قبل الجسدية وأنا أنازع فكرة التحديق في اللاشيئ التي ..ربما …ربما هي نتيجة لعلة نفسية ما أصابت غريباً مثلي ( في المداين الضائعة ضايع لي زمن ) كما قال المغني ..كانت ترقد بسلام علي كتف والدتها ..النازحة مثلي من ديارها وذكرياتها ..وفجأة أنتبهت لوجودي في مقعد الحافلة خلفها تماماً فسكنت ..وبدا عليها الفرح ..ورويداً رويداً نشبت بيننا صداقة صارخة ..أمسكت تلك الصغيرة الجميلة بأصبعي بكلتا يديها فأيقظتني من غفوتي ..تلك التي تشبه الغيبوبة .. ربما هي لا تدري أين وجهتها فقد عصفت الحرب بعشها الذي تعلم ..ولكنها علي أي حال سعيدة ..وجميلة ..بدت أمها متعبة فأستكانت لفكرة إنشغالها بي ..تمكنت هذه العيون البريئة مني تماماً ..تري ما فعل أولئك الهمج بألعابها وسريرها وأشيائها البسيطة ..ثم فجأة تركت أصبعي وأنصرفت لشأن آخر ..فعدت لغيبوبتي ريثما أيقظني بكائها هذه المرة ..وجدتها تحدق بي (بغبينة) ..تري فيم كانت تفكر؟ حاولت أن أعيد أصابعي لها فرمقتي بنظرة عتاب ..أو ربما غضب ..أختلط علي الأمر ..وكأنها تحملني مسؤولية ما ..ثم رفضت تماماً التنازل عن موقفها ..وأحتدمت معركة الكرامة بيننا ..كلما مددت لها يدي إزدادت نظراتها حدة ..وبدا علي ملامحها الحرد ..لثلاث ساعات متواصلة ظللت أتودد لها في صمت وتصدني في سكون ..حتي بلغت وجهتي ..رمقتني بلحاظ عينيها الفتاك ..ثم بغتة ..أمسكت بأصبعي وكأنها تودعني ..وأنسربت لحضن أمها ..
صغيرتي الجميلة العنيدة ..
أيتها العابرة ..كم أشتاقك.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x