البرهان .. فى القاهرة

البرهان .. فى القاهرة

ما وراء الخبر
محمد وداعة

الشكر لمصر حكومة و شعبآ على ما قدمته للشعب السودانى فى محنته
الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه باقصى تسهيل ممكن لحركة المواطنين و البضائع
اتفاقية (الحريات الأربع) الموقعة بين مصر والسودان تنص على حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك،
التدخل الاجنبى فى الحرب يتطلب تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك
الملخص الاخبارى لزيارة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان لمصر ، جاء فيه ان الرئيسان ناقشا الوضع على المعابر ، و كيفية تسهيل دخول المواطنين السودانيين لمصر خاصة كبار السن و النساء و الاطفال و المرضى ، والعمل على تبسيط اجراءات نقل البضائع ومنع تكدسها على المعابر ، و كانت مصرعند الموعد فى استجابة الرئيس السيسى لكل مطالب البرهان فى هذا الشأن ،
الملاحظ ان المعابر كانت فى حاجة لتوجيه رئاسى يتخطى العمل الروتينى الحالى ، للاستجابة لوضع استثنائى سببه وجود الاف السودانيين على الحدود و فى وقت واحد بسبب الحرب ، لا شك ان الجانب المصرى يعمل ما فى وسعه لتسهيل الاجراءات ، لكن المعابر لا زالت مزدحمة بطالبى الدخول و اغلبهم من كبار السن و النساء و الاطفال ، مع وجود آلاف الشاحنات تنتظر اجراءات العبور، بالطبع هذه المعابر لم تكن مهيأ لاستقبال مثل هذه الاوضاع ، حاليآ اعداد طالبى التأشيرة فى تناقص يومى ، وشوهدت حركة حافلات يوميآ تحمل سودانيين فى طريقها للسودان ،
لم يرشح شيئ عن مناقشة حاجة البلاد للدعم العسكرى ، او فتح ملف اتفاقية الدفاع المشترك ، بالرغم من ان السودان يحتاج الدعم المصرى وفى هذه الحرب بالذات ، خاصة فى وجود معلومات ذات مصداقية تفيد بتلقى الدعم السريع لشحنات ضخمة من الاسلحة من دول اجنبية مباشرة او عبر طرف ثالث ، فهذه الحرب تهدد بقاء الدولة السودانية و خطرها على مصر لا يقل عن خطرها على السودان ، لا سيما وان السياسة الدفاعية المصرية تعتبر الامن القومى المصرى مرتبط بالامن القومى السودانى ، واى تهديد للسودان هو تهديد لمصر ،
تاريخيآ حارب السودانيون الى جانب مصر منذ حرب 1948م ، و حرب 1967م ، و حروب الاستنزاف ، و سجل التاريخ مشاركة الجيش السودانى فى حرب اكتوبر 1973م و فى الموجة الاولى للحرب ،
غنى عن القول ان مصر قامت بدور سياسى و دبلوماسى مهم من خلال الجامعة العربية و الاتحاد الافريقى ، او من خلال قمة دول جوار السودان ، لترسيخ مبدأ عدم التدخل الاجنبى فى الحرب ، و قطعآ مصر تعلم ان دولآ اجنبية تعمل على ايصال الاسلحة و الذخائر للدعم السريع ، و ان هذه الدول وفرت الاموال و التسهيلات اللوجستية لتجنيد المزيد من المرتزقة من دول الجوار للقتال الى جانب قوات الدعم السريع ، وهذا تدخل اجنبى سافر فى الحرب ، يهدد وحدة و سيادة السودان ،
تعقيدات الالتزامات المصرية معلومة ، و اهتمامات الامن القومى المصرى ليست وقفآ على الوضع السودانى فقط ، هناك تهديدات للامن القومى المصرى تجاه ليبيا ، و فى الاراضى المحتلة ، و ربما ترى السلطات المصرية ان الوضع فى لبنان و اليمن و سوريا ضمن مهددات للامن القومى المصرى و العربى ، الوضع الجيواستراتيجى للسودان و حرب المياه القادمة يجعل من عدم الاستقرار فى السودان الخطر الاكبر على امن مصر ، ومصر حكومة و شعبآ تعلم ذلك ، علم اليقين ،
من المؤكد ان حديث البرهان قبل وصوله الى مصر ( اننا نقاتل وحدنا ) قد وجد اذنآ صاغية استمعت اليه، لا احد يطلب من مصر الانخراط فى الحرب باى شكل مباشر او غير مباشر، و لكن مصر تستطيع المساعدة فى ايقاف تدفق الاسلحة و المرتزقة من دول الجوار دبلوماسيآ ( وهى تعمل على ذلك ) ، او باستخدام القوة اتساقآ مع الرؤية المصرية بالوقوف ضد التدخل الاجنبى فى الحرب ، الجيش السودانى بخير و يستطيع التعامل مع جيوب القوات المتمردة التى تعمل جهات خارجية على اطالة امد الحرب بتعويض خسائرقوات الدعم السريع فى الاسلحة و المعدات وتجنيد المرتزقة من دول الجوار ،
31 اغسطس 2023م

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x