من مكارم الأخلاق

قالت سفانة الأسيرة الكافرة : لنبينا الكريم
: خلي عني.. ولا تشمت بي قبائل العرب
ألا تعرف إبنة من أنا ؟؟
أنا ابنة أكرم من مشي علي قدمينِ!!!!!
فتعجَّب الحاضرون عند رؤيتها من حُسنها!!!!!
فلما تكلمت تناسوا حُسنَها
وانبهروا وذُهِلُوا بعذوبة وحلاوة منطقها وهي تقول :

يااااامحمد هلك الوالد،وغاب الوافد
فان رأيت أن تخلي عني ولاتشمت بي الأعداء من قبائل العرب
فإني أراك أهل لذلك..
فنحن سبايا قبيلة بني طيئ وأنا لسان حالهم( المتحدث الرسمي باسمهم )
فإن أبي كما تعرف وتعرف جميع العرب كان يحب مكارم الأخلاق
فهو يطعم الجائع ويفك العاني ويكسو العاري وما رد طالب حاجة أبداً أبداً…..

فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك واسم أبيك ومن أوفدك ؟؟
قالت :
والدي حاتم بن عبدالله الطائي…. ووافدي أخي عدي بن حاتم الطائي
وكان عدي قد فرّ إلى الشام بعد هزيمة قبائل بني طي أمام المسلمين في السنة التاسعة من الهجرة،ثم تنصّر هناك والتجأ إلى ملك الروم……

فقال صلى الله عليه وسلم :
أَأَنْتِ ابنة حاتم الطائي؟؟
قالت : بلى..

فقال صلى الله عليه وسلم :
يا سفانة هذه الصفات التي ذكرتيها إنما هي صفات المؤمنين…
ثم قال لإصحابه : أطلقوها إكراما لأبيها فإنه كان يحب مكارم الأخلاق ويفعلها !!

فقالت سفانة : لست وحدي يارسول الله بل أنا ومن معي من قومي السبايا والأسرى !!!

فما كان منه صلى الله عليه وسلم وهو بأبي وامي نبي الرحمة ومكارم الاخلاق الا وان قال
أطلقوها ومن معها إكراما لها ولأبيها….

ثم قال صلى الله عليه وسلم :
” ارحموا ثلاثاً ، وحق لهم أن يُرحموا
عزيزاً ذلّ من بعد عزّة…وغنياً افتقر من بعد غناه…وعالماً ضاع ما بين جُهّال “

فلما رأت سفانة هذا الخلق الكريم الذي لايصدر إلا من قلبٍ كبير ينبض بالرحمة والمسؤولية….
قالت وهي مطمئنة :
أشهد أن لا إله إلا الله…وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ…

وأسلم معها بقية السَّبي من قومها ، وأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماغنمه المسلمون من بني طيئ إلى سفانه، ولما تجهزوا للرحيل قالت سفانة :

يارسول الله إن بقية رجالنا وأهلنا صعدوا إلى صياصي الجبال خوفاً من المسلمين فهل ذهبت معنا وأعطيتهم الأمان حتى ينزلوا ويسلموا على يديك فإنه الشرف ؟؟؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
سأبعث معكم رجلاً من أهل بيتي دعوته كدعوتي يحمل إليهم أماني،فقالت من ذاك يارسول الله ؟
قال : علي بن أبي طالب..
ثم أمر النبي أن يجهزوا لها هودجاً مبّطناً تجلس فيه معززة مكرمة وسيرها مع السبايا من قومها ومعهم علي بن أبي طالب حتى وصلوا إلى منازل بني طي في (جبل أجأ)

ونادى الإمام علي بأمان رسول الله بأعلى صوته حتى سمعه كل من في الجبل،فنزلت رجال طي وفرسانها جماعات وفرادى إلى الوادي فلما وقعت أبصارهم على نسائهم وأبنائهم وأموالهم وقدعادت إليهم بكوا جميعا وألتفوا حول الإمام وهم يرددون الشهادتين ،فلم يمض ذلك اليوم إلا ودخلت كل قبيلة بني طي في الإسلام…

ثم بعثت سفانة إلى أخيها عدي تخبره عن عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه ،وحثـّتهُ على القدوم إلى المدينة المنورة ومقابلة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والإعتذار منه والدخول في الإسلام ،
فتجهز عدي من ساعته وقصد المدينة ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم على يديه الشريفتين ،ثم عاد الى قومه معززاً مكرماًً وصار بعد ذلك من خيار المسلمين ..

هكذا نرى كيف أن هذا الخلق النبوي قد جعل من الناس العصاة بشر طائعين مسلمين هذا هو الإسلام الحقيقي ومن تخلق بعكس ذلك فهو ليس من الإسلام في شئ …

اللهم صل وسلم علي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم
عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x