عثمان بالغ

بقلم : د / عبدالقادر محمد احمد


اخطر واغرب ما سمعته منذ قيام الثورة المصنوعة هو الحديث الذي ادلي به الاخ والصديق عثمان مرغني .الحديث يدور الان في الوسايط في تسجيل بصوته المعروف لدي الجميع.يؤسفني ان اقول بان اول المدانين بعد هذا الحديث هو عثمان نفسه. اقول يؤسفني لعلاقتي الشخصية به وبقلمه ولا اتمني له الا الخير. يتحدث عثمان عن انقلاب كان مدبرا قبل الحرب في الخطة (ا) يقوم بتنفيذه ضباط من الجيش .عند فشل الخطة لسبب لم يذكره تحولوا الي الخطة (ب)وهي الحرب .ويقول ايضا ان الخطة (ب) فشلت لعدم اتقانها واعتمادهم علي الخطة الاولي والثقة المطلقة في نجاحها. ذكر عثمان ايضا انه جلس مع المتمرد حميدتي لمدة ثلاث ساعات قبل اسبوع من بداية الحرب. لابد ان نسال هنا ماذا قال له حميدتي .فاذا اخذنا في الاعتبار خبرة عثمان كصحفي مرموق وسذاجة حميدتي فلابد ان يكون قد خرج منه بوافر من المعلومات عن الانقلاب والحرب. وهنا مربط الفرس .لماذا اخفي عثمان كل هذه المعلومات التي لو نشرها لانجانا من هذه الحرب اللعينة بكل تبعاتها الماساوية علي العباد والبلاد . وربما رات السلطات اعتقال عثمان لمزيد من التجويد . نترك عثمان وحديثه جانبا ونذهب للمدعو جعفر سفارات . .ويبدو ان الانقلاب كان مخططا لتنفيذه في الحادي عشر من ابريل .هل تذكرون حديث هذا الجعيفر قبل اسبوع من الحرب .قال بالحرف الواحد ستكون لنا حكومة مدنية كاملة الدسم ومجلس سيادة مدني يوم الحادي عشر من ابريل.ومن ثقته المفرطة بنجاح الانقلاب اضاف( تاني مافي زول يجي حايم او كما قال) .طبعا كان يقصد الكيزان.هذا يعني في ظني انه كان علي علم بالانقلاب .ولانه ناشط قليل الخبرة لم يتمكن من الانتظار حتي يوم الانقلاب .وهنا ربما رات السلطات اعتقال جعفر سفارات .من هنا نتقدم قليلا لنصل ليلة القبض علي البرهان .هل تذكرون حديث مناوي في تلك الليلة.ذكر مناوي انهم كانوا في منزل المتمرد حميدتي في منتصف الليل للحديث معه التهدئة عندما وصل عبدالرحيم دقلو في سيارة هايس ومعه مجموعة من الحرية والتغيير .نزل عبدالرحيم وتحركت السيارة .وهنا قال لهم عبدالرحيم لا داعي للحديث لانهم سيضعوا الكلبش في يدي البرهان والكباشي بعد ساعات.هنا ربما رات السلطات اعتقال الاشخاص الذي كانوا برفقة عبد الرحيم .ولا اشك مطلقا في انهم كانوا علي علم بما يجري. كنت اري كذلك اعتقال مناوي لاخفاء المعلومة لكني رجعت لحديثه وعلمت انه ذهب الي البرهان وقال له ( الجماعة يمكن يغدروا بيك.). ربما ساعد هذا في نجاة البرهان مع ما قدمه حرسه الخاص من بسالات وتضحيات. ثم نعود بالذاكرة الي القايمة التي صدرت وفيها اعضاء الحكومة المدنية ومجلس السيادي المدني وكان جميعهم من يني قحطان .ولربما رات السلطات اعتقال كل من ورد اسمه في تلك القايمة . اخيرا نعود الي اخطر ما جاء في حديث عثمان وتركته للاخر لخطورته البالغة. يقول عثمان ان الانقلاب كان سينفذه ضباط من الجيش. السؤال الصعب هو اين هؤلاء الضباط الان ؟هل لازالوا يعملون ؟هل لازالوا يمكرون ؟هل هم الطابور الخامس داخل الجيش ؟هل هم سبب النكسات والكمين الذي حدث لجيشنا في الخرطوم بحري ؟ هل هم سبب هذا البطء في حسم المعركة؟هل هم الذين يمسكون باللجام حتي صار الشعار فك اللجام كما صاح احدهم في وجه القايد العام؟ لاتنسوا انني حذرت من الطابور الخامس في اول مقال بعد الحرب .اللهم قد بلغت فاشهد . حفظ الله جيشنا وشعبنا وبلدنا من الخونة والمرجفين في المدينة.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x