أولاد فولكر في القاهرة.. البؤس يمشي على قدمين..!!

د. هشام ميرغني

ظن كثير من السودانيين أنّ مجموعة (النبت الشيطاني) التي تسيّدت المشهد بعد سقوط نظام البشير، ستؤوب إلى الرشد، وتأخذ بحقائق الواقع، وتدرك أن العملاء في العراق وسوريا واليمن وليبيا، بل وعبر التاريخ، لم يجنوا من أفعالهم خيراً، ولم يحصدوا سوى الندم. ظن البعض أنّ هؤلاء قد يأخذوا بنصائح الناصحين من كبار الكتاب، فيتعظوا ويستفيدوا من أخطائهم الكبيرة الكارثية.. لكنهم لم ولن يفعلوا !!
ظن البعض أن فرصة وجودهم في القاهرة حالياً، سانحة مواتية ليس لازاحة التشوهات، بل لإعادة النظر في كل ماسبق، إعادة ضبط المصنع، التحلل من كل العلاقات المشبوهة، الإقبال على الوطن بإخلاص وصدق،.. الخ. الاعتذار للشعب السوداني، وإعلان منهج عمل جديد مختلف، يعلن من القاهرة، باعتبارها العاصمة الثانية للشعب السوداني، والتي تستضيفهم في إطار مساعيها القوية لحماية البلاد من الاختطاف.. فماذا حدث من أولاد فولكر؟ “كان فولكر هو راعيهم الرسمي قبل أن يطرده مجلس السيادة” ؟
ماذا قالوا بعد أكثر من 3 أشهر من الحرب التي خططوا ومهدوا لها وأكملوا كل مطلوبات تنفيذها؟ لم يدينوا القوات التي تمردت على الجيش بابتدار الحرب ومحاولة الانقلاب للاستيلاء على السلطة (نقصد حتى من باب الفهلوة والتمويه) .
لم يدينوا الجرائم الوحشية البربرية التي ارتكبتها القوات المتمردة (جناحهم العسكري) وهي تفعل في (شعبهم!! ) الأفاعيل، من قتل وسحل ونهب واغتصاب وكل أعمال الرعب والقهر والإذلال!
(كثيراً مايستخدموا كلمة شعبنا في زهو مزيف ومفضوح!!)
بدل أن يتطوروا ايجاباً بالانعتاق من منهج الاستعلاء الأجوف وممارسة الاقصاء والمنح والحرمان المزيف (فاقد الشيء لا يعطيه!!)
بدل التخلي عن أحلام البؤس المزيفة، عادوا وطرحوا أنفسهم أوصياء، يملكون حق الحظر والاقصاء لمن يخالفهم الرأي!
لكن الأسوأ من كل ذلك، (في طريقة التفكير عندهم) وفي تبلّد عجيب وغريب، أعلنوا من القاهرة التي تستضيفهم التمسك بتحقيق أمنيات أديس أبابا، وطلب رئيس الوزراء الإثيوبي ومعه الرئيس الكيني بتقييد حركة القوات المسلحة السودانية في ضرب القوة المتمردة، بحظر سلاح الطيران واعتماد مايفعله الجيش جرائم حرب، جاء ذلك ضمنياً (يعني الأولاد اذكياء) من خلال (إدانة قصف المدنيين)!! يعني الجيش يقوم بجرائم حرب تستوجب تحجيمه وفرض عقوبات عليه!!
ومن القاهرة التي تستضيفهم، واجتهدت اجتهادات عظيمة لقطع الطريق على مبادرات الكيد المشؤومة، الايقاد وأخواتها، ونجحت نجاحاً كبيراً بإطلاق مبادرة دول الجوار، التي أهالت التراب على تلك المبادرات، جاءت شرذمة أولاد فولكر (الجناح السياسي للدعم السريع) يعلنون من القاهرة إحياء تلك المبادرات المشؤومة، التي قضت عليها القاهرة!! يسعى أولاد فولكر لإحيائها من خلال (الدعوة لدمج المبادرات الدولية)!!
ورغم أن الشعب السوداني الفريد العظيم، بتكاتفه وتراحمه المعروف، بدد شبح مظاهر النزوح واللجوء، ولم يوفر مواطيء قدم للتدخل الدولي عبر المنظمات المشبوهة، إلا أنّ آولاد فولكر، أعلنوا دعوتهم للتدخل الدولي ضمنياً من خلال إجراءات دولية (للعمل الإنساني)! وهي النافذة الخبيثة لوصول المساعدات لإنقاذ جناحهم العسكري الصريع! (يظنون أنهم اذكياء وكل الناس أغبياء!!) وفي غباء يحسدون عليه، يطلقون هذه الدعوات من القاهرة وهي تتصدى لواجبها الاستراتيجي تجاه السودان، ولن تسمح بذلك لشرذمة تفتقر للوطنية، منعزلة ومنبوذة في شعبها!!
دعونا من العمالة وانعدام الوطنية.. نتساءل بحسابات الفهم البسيط وأدنى درجات الذوق والفطرة، كيف يفكر هؤلاء لأنفسهم؟ نعم لأنفسهم، بعيداً عن الوطن!
أي غباء هذا!!إنهم يتوهمون الذكاء، يزرعون الألغام تحت أرجلهم، لكنها ستنفجر لا محالة!! بحق، ليس أتعس من هؤلاء!! ليس أغبى من هؤلاء!!
لقد استجاب الله دعوات المكلومين المظلومين، وهم يرددون: (اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم)
وصدق الشاعر حين قال:
إن لم يكن عونٌ من الله للفتى..
فأول مايقضي عليه اجتهاده!!
وهذا طبيعي لمن يكون عرمان دليلهم وإمامهم!!

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x