د.خالد أحمد الحاج يكتب.. عيد بطعم الحزن كل عام

د.خالد أحمد الحاج يكتب.. عيد بطعم الحزن كل عام

ت وأنتم بخير وبلادنا في أمن وسلام واستقرار، تمر على بلادنا ذكرى عيد الفداء هذه المرة وهي مكلومة وجرحها نازف، في الحلق غصة وفي القلب ألم، المواطنون ما بين نزوح قسري فرضته ظروف الحرب، فضلا عن انتقال الآلاف إلى الدار الآخرة في هذه الظروف، وآخرون لا زالوا في عداد المفقودين. يمر العيد على جندنا الأشاوس وهم في مواجهة العدو حاملين أرواحهم على أكفهم قد عاهدوا الباري على التضحية بأعز ما يملكون من أجل أن تنعم البلاد بالأمن والسلام، في هذه المعركة الفاصلة لا تواجه قواتنا المسلحة عدوا واحدا، بل هو هجوم شرس من عدة محاور بمعاونة خونة من الداخل وأصحاب مصالح لا يخفى مكرهم وتخطيطهم الآثم، وإن كان الغرض منه معلوم، وملامحه واضحة، تفتيت السودان مخطط قديم متجدد حسب طبيعة المرحلة والمطامع، العمل على تغيير هوية السودان فطنة السودانيين كشفت أبعاده وعرت عديمي الضمير والمتاجرين بقضايا الشعب وما أكثرهم، فضلا عن استغلال ثروات السودان ومحو تاريخه. لا شك أن وراء هذا المخطط جهات عديدة ساهمت في تأجيج نيران الحرب على مستوى العاصمة كمحور استراتيجي لإضعاف الدولة واضعين في الاعتبار تمركز السلطات وصنع القرار بالعاصمة، وغرب دارفور قد تحولت إليها شرارة الفتة لتفت عضد الدولة، وتفتح الباب واسعا للتدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، وقد ترتب على هذه الحرب موت الآلاف الضحايا من المدنيين، فضلا عن تهجير ما يزيد عنهم بمرات ومرات لدول الجوار، غير النزوح الداخلي وسط ظروف بالغة التعقيد. ليت المخطط توقف عند هذا الحد، بل تجاوزه بتفجر الأوضاع بجنوب كردفان لتفتح الحركة الشعبية شمال جبهة جديدة للقتال مع الجيش. يتضح أن الغرض من كل ذلك إنهاك القوات المسلحة، وتشتيت جهدها. يمر على بلادنا العيد والمواطن في ضنك وضيق في ظل ظروف كارثية دون حلول جذرية للأزمة، مع تقديرنا لكافة الجهات التي قدمت ولا تزال توالي تقديم الدعم والمساندة للمتأثرين بالحرب من جهات رسمية وشعبية. المؤمن الحق هو الذي يصبر على المحن والبلايا، فهذه أقدار الله تعالى وهو الذي يتحكم فيها كيف يشاء، ومعلوم أن المصائب لا تقع إلا نتيجة لمعاصي، ولا ترفع إلا بتوبة، فلا ملجأ لنا من الله إلا إليه، وبما أن حجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام الطيبة بين يدي ربهم، ونحن في أيام حرم، نسأل الله تعالى أن يرفع عنا غضبه، وأن يبدل حالنا إلى الأفضل. التهنئة القلبية الصادقة بالعيد لقواتنا المسلحة المرابطة بالثغور، وللنازحين بالداخل والخارج، ولكافة أهل الملة في كل مكان.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x