الغزو الخارجي

الغزو الخارجي

بلاغ علي الهواء
د.حسن محمد صالح

الغزو الخارجي بدا الان ودخلت طلائعة الي داخل البلاد من بعض دول الجوار وستكون ارض السودان مقبرة لكل غازي ومرتزق .
الا يتعظ هؤلاء الغزاة المرتزقة من مصير الاوباش الفارة من ارض القتال في معركة الكرامة وهم يقابلونهم في نصف الطريق فارين لا يلوون علي شئ ؟
.إن مصير الغزاة محتوم ونهايتهم علي يد القوات المسلحة والشعب السوداني الذي يقف من خلفها متوقعة وثابته فهذه الارض لن تستسلم ولكنها تموت بشرف او تنتصر.
هذا كله معلوم ولا يحرك الغزاة شعرة في راس هذه الامة الصامدة والصابرة المحتسبة وجيشها العظيم البطل وقواتها الباسلة .
ولكن السؤال من يدفع بكل هذه الاعداد من الغزاة صوب بلادنا ومن جعل حدودنا مع ليبيا منفذا لتجمعاتهم وحشودهم وتسللهم الي داخل القطر من غير دليل ولا هدي ولا كتاب منير .
ما إن يصل الغزاة الي مكان حتي يسالوا عن السودان اين هو السودان وهم داخل السودان إذا بلغ بهم السير قرية او مدينة بعيدة يسالون الناس هل هذا المكان الخرطوم .
وإذا عدنا بالذاكرة قليلا لما قاله بعض المتمردين ممن القي القبض عليهم قالوا إنهم يقاتلون في صنعاء وليس الخرطوم حسب ما قيل لهم انهم ذاهبون للسعودية إذا ربنا بين بين الحالتين المشابهتين تتكشف لنا حقيقة كون الغزو الخارجي للسودان لم يتوقف وهو في حقيقته بدأ قبل بداية هذه الحرب وانقلاب حميدتي في ١٥ ابريل الماضي بوقت طويل ولهذا الغزو دوافع متعددة علي راسها السلب والنهب وقد شرعت القوة الغازية مباشرة في هذا الامر بمجرد دخولهم للسودان فهم يظنون السودان هو ارض الذهب والدولار الذي لا يكلفك الوصول إليه اكثر من عجنة وشاكوش لكسر باب احد المصارف او الصرافات او المتاجر او المخازن ثم تعود بمال قارون كما شوهدت مظاهر نهب المال علي بعض الفارين علي سيارات الملاكي المنهوبة والدفع الرباعي التابعة القوات المتمردة .
وهناك دافع اخبث واضل سبيلا لغزو السودان وهو الحديث عن العرب والقبائل العربية في النيجر ومالي وتشاد وافريقيا الوسطي وبعضهم يعتبر قوات الدعم السريع المتمردة في الخرطوم هي جيشهم المقدس وقد الحقت تلك القبائل التي تسمي نفسها بعرب النيجر او تشاد فلذات أكبادهم بالدعم السريع في السودان لكي يبنوا مجدهم الاقتصادي والسياسي ويحسموا صراعاتهم الداخلية في الدول التي يتواجدون فيها .
فقد كان السودان في الماضي هو طريقهم الي الحج الي مكة المكرمة واليوم هو طريقهم الي عاصفة الحزم لجلب المال من صنعاء ولابد من صنعاء وان طال السفر .
وعبر دولتهم دولة الدعم السريع او إمارة السودان التي يحلمون بها و المتمرد محمد حمدان دقلو حميدتي هو ((مهديهم المنتظر )) يمكنهم ان ينطلقوا لتحقيق الحلم الذي ارادوا تحقيقه في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين وكان ذلك من خلال العقيد الليبي معمر القذافي كما يفعلون اليوم مع ال دقلو في السودان .
وكما هو معلوم فإن عقيد ليبيا الراحل قد تخلي عن هذا المشروع العربي الفاشل واقام علاقات دبلوماسية متميزة مع دول غرب افريقيا وساهم في تاسيس الاتحاد الافريقي مما ادي الي ان تتآمر ضده فرنسا ويقوم حلف الناتو بتصفيته .
ونقول لهؤلاء الواهمون من عرب غرب افريقيا ان
الحديث عن العرب والعروبة والقبائل العربية لا يمكن تسويقه في السودان واهل السودان الذين صاروا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا نحن الذين نغني وننشد ونقول :ليس في شرعتنا عبد ومولا .
اهل السودان كلهم الان خلف جيشهم وقد اقسموا بانهم لن يتخلوا عن هذا الجيش ولو بقي جندي واحد علي قيد الحياة في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة كما يقولون في لايفاتهم وتعليقاتهم .
وفي ظل هذا الحشد والتسلل لغزو السودان الذي شوهد قبل عدة ساعات و المعارك في الخرطوم في طريقها للتوقف لابد من التاكيد من جديد علي تذكير السودانيين بحفظ الضرورات الخمس التي حددها الفقهاء امام هذا الغزو القادم والتي تتمثل في حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال وحفظ العرض وحفظ العقل .
فالغزاة الطامعون هدفهم المال وفي سبيله سيعملون علي تخويف الناس بالسلاح الذي يحملونه فلم تعد لهم عقيدة قتالية غير نهب الاموال وسلبها ولمزيد من التخويف يقوم بعضهم باغتصاب النساء كما فعلوا في عدد من اماكن العاصمة منها علي سبيل المثال وثقت لجان مقاومة كافوري اغتصاب المتمردين من الدعم السريع لقاصرة عمرها ١٥ عاما في الشارع العام ولا خير في امة تغتصب حرائرها فهي امة منكسرة خائفة ومنهزمة.
لا حل ولا خيار امام الشعب الا ان يطلع بمهمة الدفاع عن حقوقه المشروعة . وعلي امتنا ان تعلم
ان الجيش هو احد ادوات الدفاع عن الضرورات الخمس التي ذكرها الفقهاء ولكنه ليس الاداة الوحيدة .
و قد ادي الجيش ما عليه وانتصر علي التمرد ولكن الغزو الخارجي والمتعاونون معه بالداخل لابد ان يتصدي لهم الشعب والجيش معا و الدفاع معني به كل قادر علي حمل السلاح و لا يقتصر الامر علي العسكريين وحدهم .
امن السودان في خطر عظيم و اهل السودان في رباط الي يوم القيامة هذا هو واقعهم وقدرهم وتحدياتهم ومحيطهم الجغرافي.
الدفاع عن النفس حق مشروع اما الذين وصلتنا اخبار تسللهم حديثا فصقور الجو اولي بهم كما فعلوا بفوجهم السابق في جبرة ام جمال حيث كانت سارا لهم بالمرصاد .
ح م ص

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x