الجامعة العربية والشرعية في السودان

الجامعة العربية والشرعية في السودان

موقف
د.حسن محمد صالح

المتأمل في موقف جامعة الدول العربية من السودان الذي أعلنه الامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط والمتمثل بتمسك المنظمة العربية بالشرعية في السودان ممثلة في قواته المسلحة يتضح له أهمية السودان في المحيط العربي والإسلامي حيث عبرت منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعها الطارئ الاخير عن ما يجري في السودان بأنه شان داخلي.
جاء قرار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال اللقاء الذي جمع بين احمد أبو الغيط والسفير دفع الله الحاج علي مبعوث الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلي القاهرة لتسليم رسالة شفويه من البرهان الي الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي .وكان مبعوث السودان للقاهرة قد التقي الامين العام للجامعة العربية وعقد مؤتمرا صحفيا بمقر الجامعة العربية شرح فيه الوضع في السودان وسيطرة القوات المسلحة علي الأوضاع علي الارض في الخرطوم وفتح المجال لمنظمات الإغاثة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر مطار الخرطوم وقيام القوات المسلحة بتسهيل خروج البعثات الدبلوماسية و الرعايا الاجانب عبر ممرات آمنة من السودان .
وكشف السفير دفع الله الحاج عن قيام قوات الدعم السريع المتمردة بعرقلة خروج البعثات الدبلوماسية من السودان واحتلال المستشفيات واتخاذها مقرات لقواتها بعد سيطرة الجيش السوداني علي كل معسكرات الدعم السريع في السودان الأمر الذي رفضته جامعة الدول العربية ودعت الدعم السريع باخلاء المشافي فورا ودون تأخير .
ما نتج عن زيارة مبعوث رئيس المجلس السيادي للقاهرة هو تطابق وجهات النظر بين جامعة الدول العربية ومصر في التأكيد علي أن ما يجري في السودان شأنا داخليا .مع رفض مصر والجامعة العربية لاي تدخل خارجي في السودان لان ذلك من شأنه إطالة أمد النزاع في السودان.
وعبرت مصر في تصريحات لوزير خارجيتها سامح شكري عن قلقها لما يحدث في السودان من أوضاع إنسانية مع الدعوة للالتزام بالهدنة الإنسانية المتكررة و المعلنة ووقف إطلاق النار .واعلنت مصر دعمها غير المحدود للسودان والشعب السوداني مع توفير كافة سبل الضيافة للسودانيين الذين وصلوا لمصر بعد أحداث ١٥ ابريل ٢٠٢٣م في السودان . وجدت زيارة مبعوث الفريق البرهان للقاهرة زخما اعلاميا وسياسيا وتناولت العديد من القنوات الفضائية والصحافة العالمية هذه الزيارة باهتمام بالغ .واللافت في زيارة مبعوث الفريق البرهان للقاهرة وما يجب الوقوف عندها هو إعلان جامعة الدول العربية وقوفها مع الشرعية في السودان التي تمثلها القوات المسلحة .
هذه رسالة لكل الأطراف الداعمة للتمرد من الدول والحركات مثل قوات حفتر الليبية والأطراف العربية والاجنبيه ومن يريدون المساواة بين الجيش الوطني والمتمردين الذين يعملون علي الانقضاض علي الدولة والشرعية .
وأكثر ما يغلق الجامعة العربية هو دخول اسرائيل علي الخط مع بداية التمرد ودعوتها لكل من القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع المتمردة لإجراء محادثات في عاصمتها تلافيف .
وهذا يعني أن دولية اسرائيل تريد العبث بالسودان واختطافه وإخراجه من محيطه العربي والإسلامي .
وقد شدد السفير دفع الله الحاج علي أن السودان يعول علي كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي في التعاطي مع الاوضاع في السودان غير أن الملاحظ في الاتحاد الافريقي أن تحركاته تجاه السودان مريبة ولم يعلن صراحة أن ما يجري في السودان من عمليات عسكرية شأنا داخليا وأكثر من ذلك
ان الاتحاد الافريقي سمح بعودة ذات الشخصيات التي كانت سببا في الأزمة السودانية للظهور علي السطح من جديد عبر الاتحاد الافريقي وبعض الدول الأفريقية مثل كينيا ومن بين هذه الشخصيات التي نشطت في هذا المجال رئيس الوزراء السابق د.عبد الله حمدوك .لقد مثل حمدوك مخلب قط للتدخل الأجنبي في السودان وكان طيلة وجوده رئيسا للوزراء يلهث من أجل إدخال السودان في نفق المجتمع الدولي تارة بتحويل الأموال للحكومة الأمريكية بحجة تعويض المواطنين الأمريكيين الذين تضرروا من الهجمات التي اتهمت فيها الولايات المتحدة تنظيم القاعدة علي البارجة الأمريكية في ميناء عدن بدولة اليمن وقد نفي السودان صلته بتلك الهجمات واصدرت المحاكم الأمريكية أحكامها بتبرئة الحكومة السودانية من هذه التهم الجزاف وتارة اخري بمخاطبة حمدوك لمجلس الأمن الدولي من وراء الأجهزة الأمنية والمجلس السيادي طالبا إرسال بعثة أممية للسودان بحجة مساعدة السودان علي الانتقال الديمقراطي ولم يكن السودان بحاجة إلي هذه البعثة والمبعوث فولكر بيرثس الذي أزم الأوضاع السياسة في السودان وجعل الديمقراطية في فك الأسد حميدتي .
سيكون مصير حمدوك لدي دولة الإمارات مثل مصير محمود دحلان العميل الاسرائيلي الذي لفظته دولة الإمارات لفشله في الملفات التي أسندت إليه من ابو ظبي .
من اين لعميل وخائن النجاح والتوفيق فحمدوك فشل في الملف السوداني و هو علي قمة السلطة وسوف يفشل حتي في وقف إطلاق النار الذي لن يحدث إلا بتدمير التمرد وقطع شافته ؟
موقف جامعة الدول العربية من الجيش السوداني يتسق وأهداف الجامعة التي تقوم علي رفض التدخل الأجنبي في البلاد العربية وتوثيق علاقات التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول العربية .
جامعة الدول العربية عانت من التراخي والابتعاد عن القضايا العربية الأمر الذي ترتب عليه تدمير الدول الأعضاء وما حدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا اكبر دليل علي أن الجامعة العربية لم تقم بواجبها علي الوجه الأكمل .
وبالنسبة للسودان فقد ادي غياب جامعة الدول العربية لانفصال جنوب السودان وتمرير العديد من المخططات الرامية لتقسيم السودان وتمزيقه ونهب ثرواته المعدنية والمائية ولا توجد قوة من شأنها احباط هذا المخطط الخطير الا القوات المسلحة السودانية هذه القوات عرفت بأنها صمام أمان للسودان والأشقاء العرب وهي القوة الوحيدة التي استجابت لقرار جامعة الدول العربية بحماية أمن المملكة العربية السعودية ضد الهجمات الحوثية التي أعلنت صراحة أنها سوف تغزو مكة المكرمة والمدينة المنورة فهب الجيش السوداني لحماية الحرمين الشريفين في عاصفة الحزم التي أعلنتها جامعة الدول العربية .ولم يختصر دور الأجهزة الأمنية السودانية علي الامة العربية وحدها فقد ساهمت قوات الشرطة السودانية في عمليات انقاذ المتضررين من الزلزال الذي ضرب اجزاء من سوريا وتركيا مؤخرا . واستقبلت ارض السودان نيابة عن الأمة العربية والإسلامية الفارين من أتون الحرب في سوريا واليمن والعراق ووفر لهم السودان الحماية وسبل العيش الكريم واقتسام لقمة العيش والعلاج والصحة والتعليم . موقف جامعة الدول العربية يعبر عن الشعوب العربية وهناك العديد من التقاطعات العربية وإذا تمت عملية جمع وطرح لمواقف الدول العربية التي تم إعلانها لا تخرج عن حق السودان في الدفاع عن سيادته الوطنية وامنه القومي وهناك مواقف لدول عربية داعمة للتمرد ولكنها لا تقدح في موقف جامعة الدول العربية وما يترتب عليه من مساندة للسودان في أزمته الحالية و التخلص من التمرد الغادر والعودة من جديد .وقد أعلن السفير دفع الله الحاج علي عن انطلاق عملية سياسية شاملة بعد وقف الحرب وهذا ما نعالجه لاحقا باذن الله .
ح م ص .

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x