استراتيجيات
د. عصام بطران
- قبل قليل حدثني احد الاصدقاء عن مخاض مبكر حدث لزوجته صباح اليوم وهو من سكان احد الاحياء الراقية بمدينة بحري فلم يجد بعد ارشاد الا المستشفيات والمراكز الصحية الطرفية و قال لي بالحرف الواحد: (لم اكن اتوقع في يوم من الايام ان اتلقى خدمة طبية كاملة وراقية تكاد ان تكون مجانية في اطراف المدن) خاصة المستشفى الذي انقذ حياة زوجتي من موت محقق بسبب النزيف الحاد ومضاعفات المخاض واغلاق المستشفى الراقي الخاص المتعاقد معه بالخدمة العلاجية التأمينية (هنا اتحفظ عن ذكر اسم المستشفى الريفي حتى لا يكون مصدر استهداف) .. ولكن لفت انتباهي .. وما زال الحديث لصديقي المنكوب هالة الدعوات والامنيات التى ارسلها الى البروفسيور مامون حميدة صاحب الحظوة في توزيع الخدمات الطبية من وسط المدن الى المناطق الريفية والطرفية وقد وجد حينها بروف مامون مقاومة شرسة من اصحاب الاغراض الشخصية في تكدس الخدمات الطبية بالمدن الكبيرة ..
- يتبادر الى ذهني سؤال مهم ماذا كان سيحدث في حال غياب استراتيجية مامون حميدة في هذه الظروف الامنية العصيبة التي تمر بالبلاد واحتلال عدد ١٢ من المستشفيات التعليمية بالمدن الكبيرة وتحويلها الى سكنات عسكرية للتمرد ولكن بفضل جهود وزير الصحة الاسبق البروف مامون حميدة تنفس الناس الصعداء وباتت الخدمات الطبية الطارئة في متناول الجميع .. ففي محلية امبدة اكثر من ٤٠ مستشفى ومركز صحي .. ومحلية امدرمان يتجاوز العدد ال ٦٠ .. اما في محلية كرري فحدث ولاحرج، السروراب، الجزيرة اسلانج، ام كتي، تغطيها الخدمات الطبية بصورة مستقرة ويخدمها ابناء تلك المناطق من كوادر طبية ومساعدة .. وهناك في جبل اولياء مساحات واسعة لتلقي العلاج الميسر في الجبل والكلاكلات والريف الجنوبي .. وكذلك محلية الخرطوم يغطي المستشفى الاكاديمي وابراهيم مالك وغيرها من المراكز المتعددة التي تشمل كافة خدمات الطوارئ وغسيل الكلى .. وفي محلية بحري تصل خدمات المستشفيات الريفية للجميع في الدروشاب، الكدرو، الكباشي، الخوجلاب، الفكي هاشم، ام القرى، الجيلي، وقري .. اما محلية شرق النيل لاتخلو قرية من الحاج يوسف الى ابودليق من مستشفى ريفي او مركز صحي محسن وصغير يفى باغراض العلاج الطارئ والاسعافات الاولية ..
- جزا الله البروفسير مامون حميدة في صنيعه وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فقد فرج الله بجهده الكرب وازال المرض وجعل اهل الخرطوم يتدافعون الى ريف الولاية طلبا للامان والعلاج الذي كان لهم ميسورا في افخم المستشفيات الخاصة بعد ان انقطع عنها الوصل بسبب الظروف الامنية .. ورب ضارة نافعة ليعلم الميسورين جهد الرجل وما دفعه الى توزيع الخدمات الطبية في الاطراف ..
