(أبوي شعبتناروح البيت)

(أبوي شعبتناروح البيت)

واو الجماعة
عوض أحمدان

في السادس والعشرين من ياناير، عام 1980م،ودعت البلاد ف بمكوناتها الثقافية،وكياناتها الفنيه،الفنانه منى الخير،التي قضت نحبها بعد حياة ،حفلت أيامها بعطائها الذي إستمر عقود من الزمان،أثبتت خلالها القدرةَ والجدارةَ ،على إختراق حواجز المجتمع،عندما قدمت نفسها كفتاةٍ ،أودع الله فى جوفِها،مواهب الغناء،لم تمنعها الأعراف،ولم تحُل بينها التقاليد السائدة وقتها،من الظهور كصوتٍ جديد،توفرت له من الخصائص وإمكانيات التطريب،ما جعل منى الخير تقف فى الصفوف الأولي مع الرائدات اللائى سبقنها،الفﻻتيه،فاطمه الحاج،مهله العباديه،الرحمه مكي،فاطمه خميس،أم الحسن الشايقيه،آمنه الزبير،وغيرهن.
كان ميلادها بُعيد منتصف الثﻻثينات،بالخرطوم،ﻹب شمالي وأم من أعالي النيل،إسمها آمنه خير الله آدم،حسب رواية الملحن خليل أحمد،فى أحد البرامج الإذاعية،وقد أورد أﻷستاذ معاوية حسن يسن،فى مؤلفه،من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان،إن أسمها،آمنه عبد الله علي،فقد حملت أسمها،الفني (منى الخير)بعد أن خلعه عليها عدد من الموسيقين.. بدأت طريقها الفني بأغنيات،السيره والتم تم والنقرزان،في بيوت المناسبات والأفراح،حيث (رقيص) العروس،وطقوس (قطع الرحط)،بعد أن وجدت تشجيعاً كبيراً من والدتها،التي كانت تحثها على ممارسة الغناء،سمعها ذات مره،الملحن الخرطومي،خليل أحمد عبدالعزيز،عام 1954م،وقف بخبرته علي تمكنها وقدراتها الأدائية العالية،سعي من جانبه ﻹقناع أسرتها،بضرورة إنضمامها كفنانه الي فرقة الخرطوم جنوب للغناء والموسيقي،حيث بدأت في حياتها فصول مرحلة جديدة،دعمها وجود عدد من الموسيقين المهره بالفرقة التي ساندت من قبل مجموعة من المطربين،وردي وعثمان حسين،والعميد وعبدالحميد يوسف،ورمضان حسن،والتجاني مختار وزكي عبد الكريم وغيرهم..
إهتم الملحن خليل أحمد،بالفنانه مني الخير وكرّس جهوده لمساعدتها ورعايتها،حيث خصها بأغنيات من كلمات إسماعيل حسن،إنطلق صوتها من أروقة فرقة الخرطوم،ليعانق الأسماع عبر الإذاعة عام 1956م،التي حملت غنائها علي أجنحة الأعجاب،علي إمتداد أثيرها المفتوح،في إحدي حفﻻت الإذاعة وقت ذاك،بعد تركها فرقة جنوب،قدمها الفنان الذري إبراهيم عوض،للشاعر ومكتشف النجوم،عبدالرحمن الريح،وكان الأخير قد سمعها من قبل،فأبدي ثنائه علي صوتها وأدائها،فقدم لها مجموعةً من الألحان،التي أضافت لها الكثير،منها،
يا مني عمري وزماني….قلبك ليه نساني…طيفك مره جاني…أطربني وأشجاني…جدد لى أماني…وليه ما شفتو تاني…الخ.
وهي من الأغنيات التي ذاعت وأنتشرت،لرقة كلماتها وعذوبة لحنها،الي جانب أغنية (عيون المها)التى راجت أواخر الخمسينات،فعمد الناس علي كتابة أسم الأغنيه،على جدران المنازل،ومؤخرة العربات،لتبقى بعد ذلك أغنيةً حيةً،تناقلتها الأجيال،من لدن الراحل عبد العزيز العميري،حتي عهد مطربي هذا الزمان.
بعد أن لمع نجم مني الخير،وبانت للعيان معالم صوتها،قصدها عددٌ من الشعراء والملحنين،منهم،جعفر فضل المولي،نعمان علي الله،أبو قطاطي،عمر البنا،عبد المنعم عبد الحي،بشير محسن،قمر الدين المبارك،علي سلطان،مبارك المغربي،سعد الدين إبراهيم،عبد الله محمد أحمد،محمود حسين خضر،محمود طرنجه،الدرديري عبد الرحمن،السر قدور،خورشيد،السر محمد عوض،عوض جبريل،محمود شوقي،إبراهيم سيد أحمد،ومن الملحنين،خليل أحمد،علاء الدين حمزه،أحمد زاهر،خليفه عبدالله،عثمان خضر،فاروق عبدالله،المزارع،برعي محمد دفع الله،د.عبد الماجد خليفه،بابكر المحامي،علي الطيب،موسي محمد إبراهيم،وغيرهم.
من إغنيات مني الخير المعروفه(أبوي)للراحل سعد الدين إبراهيم،لما وقف الفنان يوسف الموصلي،أمام لجنة الألحان ﻹدائها،أشار العبادي لشاعرها،ضرورة ان يغنيها صوت نسائي،ليكون نجاحها أكبر،فكانت من نصيب مني الخير،بعد ان أجري لها اللحن الموسيقار عبد الماجد خليفه.
طوال رحلتها الغنائية،قدمت الفنانه مني الخير،نماذجاً مختلفةً من الغناء العاطفي والوطني،وإغنيات علي طريقة (الدويتو)مع الفنانين،التاج مصطفي،فاروق عبدالله،صلاح مصطفي،ومن أشهر أعمالها الوطنيه،(سودانيه حره) ﻹبي قطاطي،و(ود البلد) لجعفر فضل المولي،و(إكتوبر الثائر) للسر محمد عوض،وكان لها عدد من الألحان الجاهزه،لم تتمكن من تسجيلها للاذاعة،قبل رحيلها،منها(دولة السودان هبي …فألتسودي للأمام ) و(نداء المحبوب)و (صيحه) وكلها من نظم إسماعيل حسن،وألحان خليل أحمد،الى جانب أغنية (أجنبيه) للصادق الياس،التي تناول خلالها ظاهرة الزواج من الأجنبيات.
كانت مني الخير من المثقفات،إستفادت كثيراً من تعليمها،بمدارس الكمبوني،كانت سريعةالحفظ للنصوص والألحان… بعد منتصف السبعينات،إنزوت بعيداً لبعض الظروف،هجرت الساحة إﻹ بمشاركاتها القليلة فى بعض المناسبات،ومن أخريات ما قدمته،إعادة تسجيل بعض أغنياتها (بالدلوكة)مع إﻹذاعي الراحل، فيصل الصادق،ﻹذاعة صوت الأمه،عبر برنامجه فنان والوان، في عهد مديرها،الأستاذ محمد سليمان بشير(دنيا دبنقا)، الذي رحل من بيننا قبل أيام، كان ذلك فى مايو 1979م،قبل رحيلها بشهور.
من الأغنيات التي رددتها مني الخير،أغنيتها (أيام وليالي)التى سجلتها عام 1958م،قبل وفاتها،بنحو إثنين وعشرين عاماً،فقد تطابقت معاني الأغنية مع حالتها التي عاشتها قبل رحيلها في 26 ياناير 1980م،بعد ساعات معدودة من رحيل الموسيقار حسن خواض،فكأنها كانت تنعي نفسها،قبل مماتها، ،حين غنت…
أيام وليالي قضيتها..وحيده أشكو حالي.
أيام بتمر وتمر ليالي…وأنا المحزونه ضاعت آمالي..
أيامي سهاد وسهادي ليالي…شقاي طال يارب أنا مالي…
بين الناس ما إتهني حالي…
رحم الله ،عصفورة، الطرب الأصيل مني الخير،التي عبرت من الدنيا (كالحمام الزاجل)لتحط رحالها في ملكوت الله الواسع،قدمت ماعندها،وذهبت الي رحاب ربها،بعد عمر قصير،لم يزد عن أربعة وأربعين عاماً،خلّفت ورائها شلاﻻت من الألحان
الجاريه،كانت وحدها، كفيلةً بأن تجعل سيرتها على كل لسان..

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x