.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
*** فضولي الفطري زائداً فضولي الصحفي دفعاني للبحث عن سبب تدفق الشباب من أعمار العشرينات ومطلع الثلاثينات ومن الجنسين على امتداد شارع البرلمان بالخرطوم من صلاة العصر وإلى صلاة العشاء بشئ جعل الشارع مجموعة من المقاهي يضم العشرات وربما بلا مبالغة المئات من الشباب متفرقين على ستات الشاي
*** جلست إلى جوار مجموعة مكونة من ستة وتظاهرت بانشاغلي بموبايلي وأنا استرق السمع فكان الحديث جاداً عن البلد وهموم المعيشة والعطالة والتعطيل في طلب الشهادات العليا
*** انسحبت تكتيكياً إلى مجموعة واقفة لصلاة المغرب وقدموني إماماً واعتذرت لأنني أصلي جالساً فتقدم شاب من أصحاب ( الشعر المضفر ) وبصوت رخيم قرأ في الركعة الأولى الآيات الأخيرة من سورة البقره وفي الركعة الثانية الآيات الأخيرة من سورة الكهف وبعد السلام أشار إلي بالدعاء فدعوت لي ولهم وللبلاد والعباد بصالح الدعوات وبالرحمة لوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
*** دعوني بعد الصلاة لأجالسهم على الشاي فأجبت بالموافقة على أن أسدد أنا الحساب
*** ست الشاي وبكل اقتدار هي من أدارت الجلسة موزعة الفرص إلى هؤلاء وهن وتبارى المتحدثون في طرح الآراء بصورة طمنتني على مستقبل هذا البلد إن غادر ( العجايز المكنكشين ) مواقعهم ومنحوا الفرصة للشباب
*** لم أتحرج في توجيه الأسئلة الساخنة لأبنائي وبناتي لا الأسئلة من شاكلة انت شنو؟؟ وود منو؟؟ أو اتخرجت من وين واتخرجت شنو؟؟ ولكن كان السؤال الأول بتعمل شنو؟؟
*** ويا سلام يا سلام يا سلام كانت الإجابة الأولى من ( بت العز ) حيث قالت أنها وبسيارة والدها المعاشي تعمل في تعليم البنات قيادة السيارات والطلبات للتعليم تأتيها عبر الترويج النشر بالموبايل
*** وتاني يا سلام ويا سلام فثلاثة من الشباب وهم خريجو تخصصات وجامعات مختلفة يعملون في ( ردم الحفر بالشوارع ) وأصحاب السيارات انتبهوا إلى ( مهنتهم الجديدة ) فأصبحوا ( يردمونهم ) بما تيسر من المال
*** الأخير خريج هندسة قال أنه وبمعصرة من صنعه في مشروع التخرج يحول ( الفول دكوة ) وعايش في ( أمان الله )
*** نعم ( توجد وظائف شاغرة ) فشارع البرلمان مثال يعج بالشباب الطموحين الأذكياء لا تنظروا إلى ( رؤوسهم المضفرة ) بل استمعوا إلى ما داخل هذه الرؤوس وغيروا النظرة فيهم
يرحمنا ويرحمكم ويرحمهم الله
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين
