تأملات : بابكر عطية

تأملات : بابكر عطية


*كنت أقرأ في كتاب : الأحزان في السودان للدكتور عبدالسلام نور الدين…وعندما انتهيت الي ذكر رحيل الشاعر العملاق : تاج السر الحسن.. صفحة (245). وقفت قليلا مع استشهاده ببيت جرير بن عطية :
تمرونَ الديارَ ولم تعوجوا
كلامكموا علىّ إذن حرامُ
وتأملت الديارَ ولم نصبت؟ مع العلم أن الفعل مرَّ فعل لازم لا ينصب مفعولا به!. إذن ليست مفعولا به فما المسوغ لنصبها؟
إقول : الديارَ منصوب بنزع الخافض، والخافض كما تعلمون هو حرف الجر. فإذا حذف حرف الجر من الجملة، نصب الإسم الذي يليها، ويسمى حينئذ المنصوب بنزع الخافض. فأصل الجملة تمرون بالديار …. فالفعل مرّ يتعدى بحرف الجر (الباء). فلما حذفت الباء، انتصب الإسم الذي جرّ بها، فأصبح الديارَ.
ومثله من القرآن (ألا إن عادا كفروا ربَّهم). هود الآية (60)..لاحظ نصبت كلمة( ربَّ) بعد أن حذف حرف الجر (الباء). فالأصل في اللغة بربّهم
.وكذلك قوله تعالى (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) الأية 155 الاعراف. الأصل اختارَموسى (من) قومه. فلما حذف حرف الجر (الخافض). من انتصب الاسم الذي يليه (قومَه). وكان مجرورا (من قومِهِ).

وكذلك قوله تعالى ( إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ( سورة المطففين الآية 3. والمعنى إذا كالوا لهم وإذا وزنوأ لهم.
والله أعلم بالصواب.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x