إرهاصات المشروع الأمريكي في السودان

إرهاصات المشروع الأمريكي في السودان

أقاصي الدنيا
محمد محمد خير

أرجو ألا يفهم من هذه المساهمة فيما يتعلق بتحليل المسار السياسي الصاعد الآن بأنني استهدف الحكم بافضلية أي خيار علي آخر بقدر ما احرص علي خروج بلادنا من اخطر انعطافة تمر بها منذ الاستقلال-
قبل الانطلاق في التحليل يجدر الاتفاق علي ثابتين أولهما أن السودان يخضع الآن بشكل كامل غير منقوص للإرادة الخارجية والثابت الثاني ان قواه الوطنية الممزقة التي تضم الان = مراحا = من ذوات الثدي الأليفة ماهي إلا سلماً تصعد به الأجندة الخارجية نحو ما تريد تحقيقه. إذا اتفقنا على ذلك فيمكننا القول بأن التغول الخارجي نفسه مر بأطوار متعددة فقد كان في مستهله تغوﻻ خليجيا صرفا ثم تحول لخليجي أممي ثم اصبح غربيا صرفا بعد إجراءات 25 أكتوبر الذي ﻻتأخدني فيه ذؤابة شك في أن أمريكا وإسرائيل بعيدتان عنه لكن امريكا لاعتبارات تتعلق بالرأي العام داخلها وتحاشي ردود أفعال منظمات المجتمع المدني ابتدعت خطة لادارة العملية السياسية في السودان علي نحو يجعلها مؤثرة علي اطراف الصراع الداخلي السوداني بما في ذلك الجيش الوطني الذي منعته أمريكا من تشكيل حكومة مابعد فض المشاركة ثم سارعت بتسمية سفيرها في الخرطوم الذي دخل الملعب بما يرضي شغف قوي الضغط الأمريكي بزياراته المتكررة لأسر الشهداء وسوح التصوف وبائعات الشاي اللائي تحولن لمعني من رمزيات الثورة ويأتي كل ذلك مترافقا لعمله السري الذي بدأ يتكشف الآن والذي يمكن تلخيصه في إن أمريكا تسعي لصوغ السودان بما يرتكز مع ثوابتها.

ليس لأمريكا حلفاء تاريخيين في الحرية والتغيير-المجلس المركزي.. حلفاء أمريكا الحقيقين الذين تحرص عليهم هم حركات دارفور وبعض الرموز القبلية دات الوجاهة الأكاديمية كالدكتور التجاني السيسي علي سبيل المثال وأهم من تضعهم امريكا في رزنامتها هم الجيش والإستخبارات والقوي الامنية وزعماء العشائر.

أستطاع السفير الامريكي حتى الآن درء غضب منظمات الضغط الأمريكية ورص الآلية لرباعية خلفه وتبادل النغمات مع الآلية الثلاثية وتفريغ قحت تماما من كل الغازات التي تنفخها بها اللاءات الثلاث وعزل البعث ويتضرع لله تعالي الا يهب للحزب الشيوعي رشدا كي يفسد عليه “الرصة” القائمة اصلا علي رفض تصورات الحزب الشيوعي الإقتصادية ثم أنهض وثيقة المحامين الدستورية المؤيدة غربيا وخليجيا علي استحياء وجعل قحت تتخذها سنام فكرتها ولكي يقبلها الجيش تنازلت قحت عن المشاركة في السلطة واماطة الأذي عن طريق الجيش بل تقربت إليه.

عطفاً على ذلك، فالمطلوب الآن من قائد الجيش إقناع المؤسسة العسكرية الموعودة بالجزرة الأمريكية والموعود هو نفسه بتحويله من كتلة غامضة لصيغة طليقة الاصطفاف خلف دستور المحامين في شقه القانوني بعد تجريد قحت من سطوة السلطة ومناكفة الجيش وصولا لسودان ماقبل 83 الذي يصفه محدثي من معهد السلام الامريكي بانه يمهد لاتفاقيات سلام جديدة.

ألاحظ في ان هذا السيناريو منح كل الاطراف جزرة – اعاد كثيرا من الاسلاميين لوظائفهم واسترجع للجيش مهابة كاد يفقدها وعمق اوهام البطولة لقحت لكنه فتح طريقا جديدا لاختبار الفحولة السياسية

  • ونواصل

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x