مامون حميدة …منارة العلم والمعرفة..

مامون حميدة …منارة العلم والمعرفة..

د. حيدر البدري ….يكتب:


كان المتنبي شاعرا عظيما ..حصيفا….لسانه لسان شاعر وقلبه قلب امير….لذا كان محط الانظار في عصره…وغير عصره ….ينوم عن شواردها …ويسهر الخلق جراها ويختصم…..
كان يعلم ان الشجرة المثمرة…ترمى بالحجارة….فيلين جانبا مرات ويثور في وجه خصومه تارات….يعيش بين الحساد والاحقاد ويترنم…
ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى. عدوا له ما من صداقته بد….
ويسخر من مرجفي المدينة بأسلوبه الفائق التأثير مناكفا…
وأذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل….
….هكذا كان…
.وما من عصر الا وبه جمع من الحساد …ضعفاء النفوس…لا يهدأ لهم بال الا بزوال النعم….يتقربون الى الملوك زلفا….
منطقهم السفاهة وخفة العقل…
إلا ان الكبار لا يلقون لهم بالا…
يقول الشافعي :
يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره ان أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا….
….وفي عصرنا هذا …عامة …وفي بلدنا هذا خاصة…تجد مرجفي المدينة يتشدقون بفاضح القول …لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة…..سلاحهم التشهير والنفاق والكذب….
….وإذا اصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا…..
كيف بك …والعلماء يضطهدون …ويلاحون …ويسجنون….
يفعل ذلك شرذمة القوم وجهلاؤهم….كيف ننتظر من بلاد يسام فيها علمائها….ويقتر عليهم…أن تكون ذا بال..فهي لاشك الى اطمحلال وزوال…
بروفيسور مامون حميدة….تعتذر لك مئات بل آلاف الأيادي المرفوعة بالدعاء …من المكلومين والمرضى الذين قدمت لهم المساعدة في صمت …ورجولة….
تعتذر لك الأجيال القادمة …أذ بنيت لها صروحا من العلم …والعطاء والأنجاز…
يعتذر لك الآلاف من الشباب والشابات الذين تخرجوا من جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا وهم يحملون مشاعل العلم والمعرفة……
لكل الدنيا فخرا وعزة….
اين هؤلاء ( الأغبياء ) ..من المستشفيات التي بنيت في الإطراف…مساعدة للمرضى والمحتاجين…
ماذا قدم هؤلاء للوطن…غير السباب والهتاف….
يكفيك فخرا بروف مامون …أنك صنعت مجدا لك ولغيرك….طموحك الثريا…في امة بعض أبنائها يتمرغون الثرى…
…يا هؤلاء …ألا يأكل صدوركم الوجل والخجل….
كيف تسجنون العلم وانتم تعلمون…كيف تغتابون الناس بلا دليل ولا برهان…
أنه الحسد والحقد والبلاهة….
يقول العلامة البروف عبدالله الطيب…
قد حز في النفس اني ليس يشكر لي قومي بلائي وابداعي واحساني…
…..يقول احدهم ساخرا…( في اوربا يساعدون الفاشل حتى ينجح…ونحن …نقاتل الناجح حتى يفشل….
غير انني كنت واثقا من احقاق الحق وأزهاق الباطل …فالحق بطبعه ظاهر بين …والباطل زاهق مرجوع….
مامون حميدة….خليق به …تمثالا …في واجهة البلاد..عرفانا وشكرا…..هكذا يفعل بالعلماء… وهكذا تفعل الأمم المحترمة بأبنائها النجباء….
هو لا يتحدث ولا يدفع عن نفسه الأذى…ليس من عجز ولا كلف…بل تواضع العلماء العظماء…..الواثقون من نصر الله …
يكفيه فخرا مئات بل آلاف الأسر …من موظفين وعمال ..هيأ لهم فرص العمل الكريمة…والحياة الفاضلة….هل تعلمون أيها المتشدقون ..ان الاف الموظفين صباح مساء ( يترحلون ) من منازلهم ذهابا وعودة ( مجانا)… هل تعلمون أيها المناكفون ( أن مئات الطلاب المعوزين المحتاجين يدرسون بلا من ولا أذى ( مجانا ) …بالجامعة….وكل الموظفين يدرس أبناؤهم بمبالغ رمزية بأقساط لا تذكر….
هل تعلمون أن العلاج لكل هؤلاء مجانا…
أذن هو يكفل عمليا الآلاف….
أصمتوا…وطأطأوا رؤوسكم الفارغة….
فالرجل يعملى عمل الرجال في صمت ونباهة وفهم وقدرة …وتخطيط …وانتم تصرخون كالنساء…عويلا وثبورا…
ثم ماذا قدمتم انتم….؟!
..ونسمع أن المشهور فلان تعالج بمستشفي تابعة لمأمون حميدة بأيعاز منه…
هو لا يتحدث…نسمع ذلك ..والذي لا تسمعونه كثير وعظيم وعجيب….
ايها السادة : إن الأوطان تبنى بسواعد بنيها….والمروءة من شيم الرجال الأصفياء…فما بال هذه البلاد يهدم بنيانها بعض بنيها عن جهل وافتقار…
متى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم…
..آه لو وجدت هذه البلاد ثلة من أمثال البروف مامون حميدة…
اذن لكان حالنا في مصاف الدول التي يبنيها العلم والدراية والمعرفة …
وللحديث بقيه…
تحياتي د. حيدر البدري

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x