الموتمر السودانى .. بعد ايه (1) !

الموتمر السودانى .. بعد ايه (1) !

ما وراء الخبر
محمد وداعة

على المؤتمر السودانى مغادرة محطة الحلول الدولية و الالتفات لحل سودانى – سودانى
اقتراح اخلاء المدن من المظاهر المسلحة يبدو مثاليآ فى ظل اصرار القوات المتمردة على احتلال بيوت الناس و نهبها و تدميرها
المؤتمر السودانى يتجاهل ان المطامع الدولية احد اهم اسباب اندلاع الحرب
المؤتمر السودانى كان من غلاة الاقصائيين ورفض مع حلفائه فى مجموعة المركزى
جبهة ايقاف الحرب غادرها كثيرون بعد تزويرها لبيان مديرة ادارة مناهضة العنف ضد المرأة الاستاذة سليمى اسحق
منشورالمؤتمر السودانى لم يحتوى على اى ادانة للانتهاكات التى تقوم بها القوات المتمردة

اصدر حزب المؤتمر السودانى منشورآ بتاريخ 5 يونيو 2023م ، تحت عنوان رؤية المكتب السياسى لحزب المؤتمر السودانى حول حرب الخامس عشر من ابريل ، الاسباب – السيناريوهات و افاق الحلول ، و دون ( تبخيس ) للمنشور باعتباره لم يقدم جديدآ ، و بعد ان نعلن اختلافنا مع محتويات منشور المؤتمر السودانى لتجاهله لوقائع مهمة ادت الى الحرب ، و فشله فى تقديم تحليل ذى مصداقية لسيناريوهات مسار الحرب ، فضلآ عن ذلك اسس االمؤتمر السودانى لمقترح سماه آفاق الحل ، و بما ان المقترح استند على وقائع و تحليل غير واقعى ، فالنتيجة كانت الوصول الى استنتاج غير ذى جدوى سياسية ،
المنشوراقر بصعوبة التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار حقيقى ، و سبب ذلك بغياب آلية للمراقبة و عدم توفر الارادة الكاملة لانجاحه ، و على وجاهة هذه الاسباب الا ان المنشور تجاهل و اغفل ان احد اهم اسباب انهيار الهدن و تعليق المحادثات من جانب الجيش كان بسبب عدم انصياع القوات المتمردة لاتفاق جدة و من بعده اتفاق الهدنة بالانسحاب من المستشفيات ، و مغادرة بيوت المواطنين و ايقاف السلب و النهب ، و الخروج من الاحياء السكنية ، وهى اهم بنود اتفاق الهدنة ، و بينما اعترف المنشور بان للطرفين المتحاربين تحالفات خارجية متناقضة المصالح ، فان ما جاء يؤكد تمامآ ان للقوات المتمردة حلفاء خارجيين وهو فى تقديرنا احد اهم اسباب اندلاع الحرب لجهة ان الاطراف الخارجية التى تحالفت مع حميدتى لم تخف مطامعها فى السيطرة على الموانئ السودانية و اراضى الفشقة و قد ظهر ذلك فى الدعم العسكرى و اللوجستى الذى قدمته الامارات للتمرد ،و اتخاذها الامارات مركزآ لادارة الحرب و الدعاية السياسية ، كما ان المنشور لم يتطرق لادعاء حميدتى بان هذه الحرب الهدف منها تنفيذ الاتفاق الاطارى والتحول المدنى الديمقراطى ،
بالرغم من فشل المجتمع الدولى فى تسهيل الوصول لحل للازمة السودانية بما فى ذلك الثلاثية و الرباعية و الاتحاد الافريقى ، الا ان المؤتمر السودانى لا يزال يرى ان الحل ياتى عبر بوابة التدخل الدولى ، وهذه قناعة طوباوية ينبغى على المؤتمر السودانى مغادرة محطة الحلول الدولية و الالتفات لحل سودانى – سودانى ، كما ان اقتراح اخلاء المدن من المظاهر المسلحة يبدو مثاليآ فى ظل اصرار القوات المتمردة على احتلال بيوت الناس و نهبها و تدميرها ، و اتخاذ المستشفيات و المرافق المدنية مراكز عسكرية ، البداية الصحيحة تكون بتحرير المواطنين من قبضة التمرد ،

المحزن جدآ ان المؤتمر السودانى وصل الى قناعات متأخرة فى كيفية الوصول لحل سياسي شامل ومستدام ، جاء نصآ ( متى ما تم التوصل لوقف إطلاق نار مؤقت مستقر وبدأت معالجات الوضع الإنساني، يصير لزاماً أن تنخرط الأطراف السودانية في مفاوضات جادة للوصول لحل سياسي مستدام. هذا الحل يجب أن يشمل أوسع قاعدة اجتماعية وسياسية من السودانيين مدنيين وعسكريين ولا يستثني إلا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته ) ، و اضاف (الحل السياسي الذي يمكن أن يشكل معالجة للأزمة الحالية لن يكون فقط بهدف إقامة ترتيبات انتقالية محدودة، بل يجب أن يخاطب جذور الأزمة الوطنية ويؤسس بشكل جاد لإعادة بناء السودان على أساس جديد )، مع الاسف هذا اكتشاف متأخر ، فالمؤتمر السودانى كان من غلاة الاقصائيين ورفض مع حلفائه فى مجموعة المركزى ، و من بعد مجموعة الموقعين على الاطارى كل محاولات توسيع قاعدة الانتقال باستثناء المؤتمر الوطنى و حلفاءه ، احاديث كثيرة من متحدثى المؤتمر السودانى و حلفاءه فى المركزى حدد من يحق لهم التوقيع و المشاركة فى العملية السياسية ، و كان لحن الختام رفع شعار ( البديل لعدم التوقيع على الاطارى هو الحرب ) ،

يتناقض هذا الخطاب مع تبنى المؤتمر السودانى لذات الاليات الفاشلة بالدعوة لبناء أوسع جبهة مدنية مناهضة للحرب ، قال( هو واجب مقدم سنعمل على تحقيقه من كافة مواقعنا السياسية التي نعمل فيها .. حققت القوى المدنية خطوة مهمة للأمام ببناء الجبهة المدنية لوقف الحرب واستعادة الديمقراطية، وهي جهد مهم يحتاج لتطوير سياسي وتنظيمي وتشبيك مع المبادرات المدنية الأخرى الداعية لوقف الحرب، من أجل توسيع دائرة الخطاب المناهض للحرب وإنتاج مواقف ورؤى وأفعال تقصر أمد الحرب وتسهم في بناء حل سياسي سلمي مستدام) ، هذه الجبهة غادرها كثيرون من القوى السياسية و الشخصيات المستقلة بعد تزويرها لبيان مديرة ادارة مناهضة العنف ضد المرأة الاستاذة سليمى اسحق عن حوداث عنف جنسى و اغتصاب قامت بها (قوات الدعم السريع ) ، هذه الجبهة فقدت احترامها و لن توقف حربآ و لن تكون آلية للحل ، المؤتمر السودانى اخيرآ يكتشف ان ( الحل يجب أن يشمل أوسع قاعدة اجتماعية وسياسية من السودانيين مدنيين وعسكريين ولا يستثني إلا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته )،
6يونيو2023م

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x