أعجوبتان،،،

أعجوبتان،،،

حصاد الألسن – عبدالله مسعود

الأولى: في معظم أماسي الأحد كان “ديفيد كورنر” يذهب لتناول المشروب بإحدى حانات سندرلاند مع صديقه وشريكه في عربة التاكسي التي يملكانها. يقول صديقه أن شخصاً أو شخصين يأتيان كل أحد ليوجها تقريعاً محدداً لديفيد كورنر وكأن أولئك الأشخاص قد لقنوا ذلك التقريع بواسطة جهة ما: (يا إبني كان المفروض تطلعها برة). ترك ديفيد كورنر العمل في التاكسي وإلتحق بشرطة درهام ربما ليتحاشى إستهزاء مواطني سندرلاند.
في إحدى السنوات، إستدعي رجل الشرطة ديفيد كورنر لشل حركة رجل أصيب بجنون مفاجئ وقد حمل سيفاً يهدد به المارة في منطقة سيهام. ما إن رأى الرجل الثائر رجل الشرطة بشعره الذهبي الذي لا تخطئه العين حتى صاح فيه غير مصدق: هل أنت ديفيد كورنر ؟!! كان رد فعل الشرطي التأكيد بأنه الشخص المعني. حينها رمى الرجل الثائر بالسيف بعيداً قائلا له: (لم تكن سعيد الحظ يابني وعليه سأستسلم لك، لكن يابني يا ديفيد لماذا لم تخرجها خارجاً ؟!!).
مهما عمل ديفيد كورنر بقية حياته فستظل ذكراه عالقة في أذهان جميع الناس في إنجلترا على أنه مدافع سندرلاند ذو الثمانية عشر ربيعاً الذي حاول حماية الكرة، التي لُعبت كرمية تماس من قبل خصمه، حتى تخرج وتلعب كركلة مرمى بدلاً من ركلها خارج الملعب لينفذها خصمه كرمية تماس. من سوء حظ ديفيد كورنر أن “ديهان” لاعب نوريتش سحب الكرة من بين قدميه قبل أن تخرج ولعبها عرضية ليُحرز منها زميل له الهدف الوحيد في شباك سندرلاند في نهائي كأس الحليب بين نوريتش وسندرلاند عام 1985م.

الثانية: في المباراة الدورية التي أقيمت بين ستوك سيتي وتشيلسي على ملعب الأول يوم الأحد 13/1/2013م والتي إنتهت بفوز تشيلسي بأربعة أهداف دون مقابل أحرز مهاجم ستوك سيتي “جوناثان وولترز” هدفين رائعين في تلك المباراة إلا أنه أحرزهما في مرمى فريقه (ستوك سيتي) وليس في مرمى خصمه (تشيلسي). الغريب في الأمر أن جوناثان وولترز أحرز الهدفين بالرأس من كرتين ثابتتين حينما تراجع لمساعدة الدفاع فأسكنهما شباك فريقه كأروع ما تكون الأهداف. الأغرب من ذلك أن نفس اللاعب الذي يحمل قميصه الرقم (19) المدعو جوناثان وولترز تقدم للعب ركلة جزاء إحتسبت لصالح فريقه فقذف بها نحو الفضاء الفسيح فوق العارضة. لم يحدث في تاريخ البرمير ليق أو تاريخ كرة القدم قاطبة أن أحرز لاعب هدفين في مرمى فريقه وعلى نفس النمط وزاد عليهما إضاعة ركلة جزاء إلا اللاعب المخضرم جوناثان وولترز الذي يبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً. الظن عندي أن فعلته التي فعل تؤهله لتبؤ مقعد في كتاب جينيس للأرقام القياسية لا ينافسه عليها أحد في التاريخ الحديث كأول لاعب يحرز هدفين سياميين ضد فريقه في مباراة واحدة ويتوج عبقريته بإهدار ركلة جزاء في نفس المباراة.

في مباراة بين إيران وأحد الفرق الآسيوية في التسعينات من القرن الماضي، تراجع “علي داي” مهاجم إيران العملاق لمساعدة المدافعين في كرة ثابتة لعبت من الزاوية ضد إيران فلعب الكرة برأسه خاطئة وجهزها لقمة سائغة لخصمه ليحرز منها هدفاً. علق المذيع المصري الظريف محمد يحيى إمام (حمادة إمام) على تلك الحادثة بقوله: أخوانا المهاجمين لما يرجعوا عشان يساعدوا الدفاع بيعملوا كوارث..

وإنت الصادق.

عبدالله مسعود

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x