حسم التمرد كوم، والعملية السياسية كوم .. وكله شأن داخلي

حسم التمرد كوم، والعملية السياسية كوم .. وكله شأن داخلي

تأملات
جمال عنقرة

ثلاثة بيانات أصدرتها القوات المسلحة، أثلجت صدور الناس جميعا، وابانت خارطة الطريق بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض، البيان الأول أن ما يجري تمرد داخل المؤسسة العسكرية، وتعمل المؤسسة علي حسمه، ولا تفاوض قبل حسم المتمردين، البيان الثاني، مع التأمين علي جهود الأشقاء والأصدقاء، وشكرهم الجزيل علي ذلك، فإن ما يجري في السودان شأن داخلي، الكلمة الفصل فيه للسودانيين وحدهم، وحسنا أمنت الجامعة العربية علي ذلك، وعلي هذا الأساس تقوم مبادرة الأشقاء في مصر والسعودية، ودولة جنوب السودان، أما البيان الثالث، ولعله الأهم في هذه اللحظة، فهو البيان الذي أكد علي إلتزام المؤسسة العسكرية بالعملية السياسية، وإعلانها الترحيب بضباط وجنود قوات الدعم السريع، والاشادة بهم، وبالادوار العظيمة التي قاموا بها جنبا إلى جنب مع إخوانهم في القوات المسلحة، والقوات النظامية الأخري، وأكد علي الإلتزام والمضي في عملية الدمج وفق الأسس والضوابط المهنية العسكرية المعروفة.
هذه البيانات الواضحة وضعت النقاط فوق الحروف، وقطعت الطريق أمام المزايدين والمساومين، فالحرب التي تقودها القوات المسلحة اليوم ضد متمردي الدعم السريع بقيادة ال دقلو، هي فضلا عن كونها حرب ضد تمرد عسكري، فهي حرب ضد العمالة، والارتزاق والخيانة، وضد بيع الوطن، وهذا ما كان يعمل له ال دقلو لصالح دولة معلومة، أعتقد أنه لن يكون هناك خيار بعد انجلاء المعركة غير إعلان هذه الدولة، وقيادتها، عدوة للسودان وأهل السودان، وهي قد أعلنت عداء واضحا للدين الإسلامي الحنيف، وهذا ما افتي به الأزهر الشريف، وهيئة الإفتاء السعودية، فلم يعد هناك ما يربط بيننا وبينهم، وكانوا يخططون لانقلاب كامل الدسم، وهو ليس مجرد قلب للنظام الحاكم فقط، ولكنه لكل شئ في السودان رأسا علي عقب، وهذا ما رتبوا له مع ال دقلوا، لكنهم “يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين” لذلك يقف الشعب السوداني كله مع قواته المسلحة لدحر هذا التمرد الماكر.
المسألة الثانية، هي إعلان ما يجري في السودان شأن داخلي، وهو بالفعل شأن داخلي، ونحمد الله تعالي أن الدول الثلاث التي تصدت للمبادرة – مصر والسعودية وجنوب السودان – هي منا ونحن منهم، وهم محل ثقتنا واحترامنا، ولن يتخذوا قرارا يؤثر علي شؤوننا الداخلية كما كان يفعل غيرهم.
أما البيان الثالث والذي قطع قول كل خطيب، فله شقان، شق متعلق بقوات الدعم السريع، وحسنا أن فصل بين المقاتلين الشرفاء في هذه القوات، وبين ال دقلو الذين باعو الشرف والكرامة، وهذا يفتح الطريق لإستكمال عملية الإصلاح الأمني، وتكوين جيش واحد وطني قومي، يستوعب قوات الدعم السريع، وقوات حركات الكفاح المسلح كلها، أما الشق الثاني فهو المتعلق بالعملية السياسية، والحمد لله أن كل القوي السياسية الوطنية الرئيسة كانت قد تجاوزت مقطوع الطاري، الإتفاق الإطاري الذي قاد ال دقلو التمرد لفرضه بالقوة، وكان آخر أحاديث للسادة اللواء م فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي، والدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، والسيد منى اركو مناوي رئيس حركة جيش التحرير، أكدوا من خلالها علي ضرورة شمول العملية السياسية، دون أن تستثني أحدا، ولذلك لن يكون أمام السيد البرهان وقيادة المؤسسة العسكرية بعد حسم التمر عمل سوي، استكمال العملية السياسية، والوفاء بكل استحقاقاتها الوطنية، وتهيئة البلاد للدخول في عملية انتخابية بعد عامين بإذن الله تعالي، يختار فيها السودانيون من يقدمونه للحكم.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x