الخبير الإقتصادي عبد العظيم الشيخ في حوار مع جسور

الخبير الإقتصادي عبد العظيم الشيخ في حوار مع جسور

السودان غني بموارده الطبيعية والأزمة الإقتصادية سببها عدم الإستقرار السياسي

في هذه الحالة(..) لن يكون السودان في حاجة الى المساعدات والدعم الخارجي

ميثاق شعب السودان يمثل المبادرة الأشمل ونتطلع إلى التفاف عريض حوله

ترشيح البروفيسور محمد الأمين لرئاسة مجلس الوزراء جاء من واقعية الطرح وثقة المكونات المجتمعية

حوار :جسور
جزم الخبير الإقتصادي وعضو اللجنة العليا لميثاق شعب السودان الأستاذ عبد العظيم الشيخ بأن مشكلة السودان الأساسية تتمثل في انعدام الإستقرار السياسي والصراع الحزبي وقال السودان غني بموارده الطبيعية في باطن الأرض وظاهرها ولكنه لم يتمكن من الاستفادة منها بسبب هذا الصراع وغياب الرؤية، وأضاف عبد العظيم في حواره مع الوطن إن ميثاق شعب الذي قدم من أكثر المبادرات الوطنية شمولاً لكونه خاطب قضايا كافة المكونات والاقاليم والقوات النظامية والمجتمعات المهمشة ووضع رؤية لحل قضية شرق السودان وقال إن التأييد الذي وجده الميثاق عقب تدشينه بقاعة الصداقة يعطي مؤشرات لنجاحه وأكد أنه يبارك ترشيح البروفسور محمد الأمين أحمد لمنصب رئيس مجلس الوزراء وذلك لأنه من الكفاءات الوطنية المستقلة وهو أكاديمي بارز وطبيب ناجح ولم يقدم طرح سياسي بل طرح حلولاً وطنية قانونية ودستورية وأكاديمية راعت المشكلات المعقدة في أقاليم السودان المختلفة ولذلك جاءت خطوة الترشيح وقال انه يتوقع التفاف عريض وكبير حول الميثاق خلال الفترة المقبلة أدناه تفاصيل اللقاء :

استاذ عبد العظيم بداية بما انك على صلة بالملف الإقتصادي وخبير في هذا المجال حدثنا عن الأزمة الإقتصادية الراهنة؟
في تقديري الأزمة الإقتصادية عرض لمرض والمرض سياسي ومشكلة السودان الأساسية تتمثل في انعدام الإستقرار السياسي والصراع الحزبي وذلك لأن السودان غني بموارده الطبيعية في باطن الأرض وظاهرها وحباه الله بثروات هائلة وأراضي زراعية خصبة وشاسعة وثروة حيوانية تمتلك ميزات نسبية لا تتوفر في أي دولة اخرى وكذلك الذهب والمعادن الأخرى وأضف لذلك الصمغ العربي والقطن والبترول ولكنه لم يتمكن من الاستفادة منها بسبب هذا الصراع وغياب الرؤية.
اذن لا حل للمشكلة الإقتصادية إلا بالإستقرار السياسي؟
بالضبط وهذا هو المطلوب لنتمكن من تشكيل حكومة كفاءات ذات برامج إقتصادية بالدرجة الأولى وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني يفتح الباب لدخول الإستثمارات الخارجية والتي تؤهل البني التحتية و تسهم في وضع الإقتصاد في مساره الصحيح حرام دولة بكل هذه الثروات تنتظر الدعم الخارجي والمساعدات الخارجية ، اذا حدث هذا الاستقرار سيتحول السودان إلى دولة متقدمة إقتصادياً ودولة داعمة لا تنتظر الهبات والدعم الخارجي المشروط والذي يهدد السيادة الوطنية والقرار الوطني.
ماذا عن الصناعات التحويلية وأنت أشرت إلى امتلاكنا ثروات كبيرة في الزراعة والثروة الحيوانية وغيرها؟
هذه أيضاً مرتبطة بالإستقرار وتشكيل حكومة قادرة على إحداث فارق وجلب الاستثمار الخارجي لإقامة المصانع وتصنيع الأقطان والفواكه والصناعات الجلدية والزيوت هذه كلها يمكن أن تشكل قيمة مضافة بدلاً عن تصدير الخام والذي تستفيد منه الدول الخارجية ونفقد الكثير من العملات الصعبة في وقت يحتاجها اقتصادنا الوطني والذي حتى موازنة هذا العام التي أجيزت قبل أيام أجيزت بعجز كبير في الإنفاق العام ولذلك يا اخي نحن نحتاج إلى الإستقرار الأمني والسياسي،هذا هو الطريق الوحيد للنهوض الإقتصادي لأن المقومات لنجاح الاقتصاد وتطويره متوفرة بكثرة.
حسناً أنت جزء من اللجنة العليا لميثاق شعب السودان الذي تم تدشينه الاسبوع الماضي هلا حدثتنا عنه؟
أسباب عديدة دعتنا لإعلان موقف داعم لميثاق شعب السودان، أولاً عمق الأزمات التي تمر بها بلادنا من إحتقان سياسي وصراعات حزبية وسيادة خطاب الكراهية ورفض الآخر خلال الفترة الأخيرة لاتخفى على، ولاشك أن هذه التمظهرات كلها مجتمعة أو منفردة كفيلة بإنفراط عقد الأمن المجتمعي وضياع الدولة ودخولها ضمن سلسلة الدول من حولنا والتي ضربتها الأزمات في عمقها وبات التعافي أمراً صعباً ان لم يكن مستحيلاً، وازاء هكذا وضع مقلق وخطير يتهدد مستقبل بلادنا كان لابد من طرح حلول والميثاق طرحه مجموعة من الأكاديميين وأفراد يمثلون كثيراً من الكيانات السودانية المستقلة من إدارات أهلية وكيانات شبابية ولجان مقاومة مستقلة وشبكة منظمات مجتمع مدني مستقلة وذلك في سبيل البحق عن حل والإسهام في تقديم مايجعل الحل لهذه الأزمة السياسية ممكناً قبل أن يستفحل الوضع وتستعصى الحلول وتصبح مستحيلة.
وبعد عصف ذهني وتلاقح أفكار وبالنظر إلى أصل الأزمة والمبادرات التي طرحت توصل هؤلاء إلى طرح مؤتمر ميثاق أهل السودان والذي هو جهد بشري من مختصين وأكاديميين قابل للإضافة والتطوير والأخذ والرد ونعتقد أنه سيقود الى التوافق الوطني الذي يبعد عن بلادنا شبح التدهور والإنزلاق.
حسناً وماهي فرص إلحاق المكونات الأخرى به ودورهم في المشاركة؟
هذا الميثاق طرح على كافة قطاعات الشعب السوداني وطيفه العريض وبتبايناته وإثنياته وثقافاته ومعتقداته وأحزابه وكياناته ولا يستثني أحد من أهل السودان في الدعوة لقراءته ومعرفة مايحتويه والتوقيع عليه والمشاركة في تطويره وهو في حقيقة الأمر يضع خطوطاً عريضة لمعالجة الأزمة ونقاط رئيسية لا توجد خلافات جوهرية بشأنها وهنالك متسع للتفاصيل والإضافة للراغبين عندما يجري الحوار بين كل المكونات حول هذا الميثاق.
بمعنى أنك ترى الميثاق يمثل بارقة أمل للحل؟.
بكل تأكيد وذلك لأنه الأكثر شمولاً وخاطب قضايا الهامش والأقاليم وكل المكونات وجدت نفسها فيه ولذلك نتطلع إلى التفاف عريض من كل قطاعات المجتع حوله في الفترة المقبلة إن شاء الله وهذا القبول ظهر بوضوح في المرحلة التي تلت التدشين.
ماذا عن ترشيح البروفيسور محمد الأمين لرئاسة الوزراء وهو رئيس اللجنة العليا للميثاق؟.
حقيقة ترشيح البروف جاء بمبادرة مكونات من ضمن الموقعين على الميثاق وهي مبادرة جاءت في وقتها اعتقد البروفيسور محمد الأمين أحمد حالفه التوفيق لكونه من الكفاءات الوطنية المستقلة وهو اكاديمي بارز وأسهم الطرح الذي قدمه في الدفع به وترشيحه لتولي منصب رئيس الوزراء وهو أهل لهذا المنصب وقدم طرح موضوعي وجد مباركة قطاعات واسعة ومن ضمنها كيانات أهلية ولجان مقاومة مستقلة ومنظمات مجتمع مدني ونأمل أن يوفق في هذا الأمر وندعم بشدة ترشيحه.
ماذا تتوقع لمستقبل الميثاق؟
كما ذكرت لك الميثاق قدم رؤية ممتازة ووجد تأييداً كبيراً بالداخل وطرح رؤية سياسية وإقتصادية وعلى المستوى الخارجي أتوقع أن يحقق العديد من المكاسب ويعيد علاقات السودان مع المجتمع الدولي إلى سابق عهدها سيما وانه يعبر عن طيف كبير من الشعب السوداني ومنظمات المجتمع المدني.
كلمة اخيرة ؟
شكراً لكم على هذه الإستضافة ونتمنى الإستقرار والسلام والأمن والرفاه لبلادنا وللشعب السوداني.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x