(سلسلة توثق رموز جامعة الجزيرة)
جيل العطاء…

(سلسلة توثق رموز جامعة الجزيرة)جيل العطاء…


الأستاذ: فاروق حامد فضل الله أول محاسب ومراجع بجامعة الجزيرة
أول رئيس لنقابة الموظفين والمساعدين لدورتين
ولد بأبي كرشولا بجنوب كردفان
أول ميزانية للجامعة كانت 37.500 جنيه
فصل من الخدمة 1990م وعاد للعمل بعد إتفاقية نيفاشا في 2007م
بقلم: يس الباقر
ليس من الضروري أن تنساب الحياة الدراسية والعملية كما يراد لها، فكثير من المواقف التي تقابل الإنسان في مشواره تصبح بمرور الأيام والسنوات مجرد ذكريات تُحفر في ذاكرة الإنسان، وتبقى المواقف والقناعات راسخة تسيطر على الإنسان. الأستاذ: فاروق حامد فضل الله أول محاسب ومراجع داخلي عُين بجامعة الجزيرة ووضع اسمه ضمن الذين ساهموا في بدايات تأسيس هذه الجامعة العريقة، وبداية قيام هياكلها الإدارية من خلال عمله كمحاسب ومراجع منذ أن كانت إدارة الجامعة تتابع خطوات التأسيس.
ولد الأستاذ: فاروق حامد فضل الله بمنطقة أبي كرشولا بولاية جنوب كردفان في العام 1955م وهي المنطقة التي تقع جنوب جبل الدائر، وتعتبر النقطة الأخيرة لولاية شمال كردفان جنوباً، تقع على بعد 20 كليومتراً، وتتبع لمجلس ريفي العباسية تقلي رئاسة محلية الرشاد، ولطيبعة عمل أهله بالتجارة إنتقلت أسرته لهذه المنطقة، وكانت تعتبر في ذلك الوقت منطقة مقفولة، ذهبت أسرته إليها بإذن من الحاكم العام العسكري لمدينة الأبيض في العام 1920م وطبيعة المنطقة هي طبيعة زراعية، وهي كانت ضمن مؤسسة جبال النوبة الزراعية، وتُعتبر مجمعاً لزراعة القطن قصير التيلة والسمسم والفول السوداني والكركدي .
إلتحق الأستاذ: فاروق حامد بالمدرسة الأولية بأبي كرشولا في العام 1959م، ومن ثم إنتقل للمرحلة الوسطى بالعباسية في العام 1964م وحتى العام 1969م، وفي تلك المرحلة درس معه عدد من أبناء المنطقة منهم العمدة موسى آدم إيدام، وأولاد النور أحمد جلي، والنور سليمان، وفي العباسية تقلي درس معه محمد النور أحمد ميرغني سرالختم، وفضل السيد عبد الجبار من ود اللبيح.
إمتحن للمرحلة الثانوية وأهلته نتيجته للدخول لمدرسة التجارة الثانوية، وكان ذلك في العام 1971 وحتى العام 1975 م،وشهدت فترته في مدرسة التجارة بداية مشاكل المدرسة والإضرابات الطلابية، وفي فبراير من العام 1973م سيّر طلاب مدرسة التجارة أول مسيرة صامته لكسر القرار رقم (4) الذي يمنع المظاهرات والتجمعات، حيث سيّر الطلاب مسيرة إحتجاجية حتى القصر الجمهوري إحتجاجاً على تحديد سنوات الدراسة بالمدرسة بأربع سنوات بدلاً عن ثلاث سنوات؛ وذلك أسوة بالمدارس الثانوية الأخرى.
وتصاعدت وتيرة الإحتجاجات بعد رد رئاسة الجمهورية الذي أعتبره الطلاب غير منصفاً لهم فدخل الطلاب في إعتصام عن الدراسة، وقرر مدير المدرسة الأستاذ: أبوبكر سكوري إغلاق السفرة أمام الطلاب في حالة عدم إستجابة الطلاب للدراسة، وبعدها تمت إتصالات من قبل إتحاد طلاب جامعة الخرطوم والذي كان يرأسه أحمد عثمان مكي، وحسن مكي، وكونت لجنة من خريجي التجارة بجامعة الخرطوم وأذكر منهم عز الدين آدم جبال، وفي يوليو من العام 1973م تم فصل 21 طالباً من بينهم فاروق حامد وأعضاء في اللجنة .
بعدها قامت احتجاجات سبتمبر في جامعة الخرطوم بقيادة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ودخل الطلاب في مظاهرات مع طلاب جامعة الخرطوم وذهبوا للمشرحة لحراسة الشهيد فداهمتهم قوة بوليسية قبل الفجر وحاصرت الطلاب داخل المستشفى، فكان من بين الطلاب الذين حاصرتهم قوة البوليس فاروق حامد وشقيقه مبارك حامد فضل الله الذي كان يدرس بكلية الآداب جامعة الخرطوم وذلك في الطابق الثالث من عنابر الجامعة.
يقول فاروق حامد: بعد سبتمبر واصلت الثانويات الإضراب للضغط على السلطة الحاكمة للإعتراف بإتحادات الثانويات فصادف ذلك قيام المؤتمر الأول للرؤساء الأفارقة بقاعة الصداقة، فكان لابد للحكومة من الرضوخ لمطالبهم، حيث وافقت الحكومة على قيام الإتحادات وإعادة الطلبة المفصولين، واستفاد طلاب التجارة المفصولين من ذلك القرار وذلك بفضل تفهم مدير مدرسة التجارة بالخرطوم المرحوم ميرغني أحمد سعيد والأساتذة بالمدرسة لقضايا طلاب التجارة فطبق قرار إعادة الطلاب المفصولين.
**سلسلة معاناة:
شهد العام 1975م تاريخ تخرجه في المدرسة، وفي هذه الفترة كانت هناك حاجة ماسة لتعيين محاسبين بمعظم المؤسسات بالقطاعين العام والخاص التي تعاني من نقص. يقول: فاروق حامد قدمت للبنك العقاري بشهادة إكمال المدرسة قبل استخراج الشهادة الثانوية، فكنت ضمن الذين أختيروا للعمل بالبنك العقاري وبعدها أرسلت إدارة البنك الكشف لجهاز الأمن للموافقة عليه، ورفض الأمن تعييني وزميلي جلال عبد الرحمن، وبعدها تقدمت لديوان المراجع العام وأرسل الكشف للأمن وأيضاً رفض الأمن تعييني للمرة الثانية، بعدها ظهرت وظيفة بإتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم نشرها عبر الصحف اليومية أرفقت مع الطلب لسكرتير شؤون الأفراد الشهادة الثانوية التجارية، وأقترح علي الموظف المسؤول من إستلام الطلبات، أن يضم طلبي لوظائف المحاسبين فوافقت وأجريت لي المعاينة وكنت مستاءً جداً وأعتبرت تقديمي تحصيل حاصل وفي بالي رفض تعييني لمرتين، وخشية من أن يتكرر عليّ نفس المسلك السابق، بعدها سافرت لأبي كرشولا لزيارة الأهل، وعدت منها بعد شهر وفي المحطة الوسطى علمت من زملائي أنني أخترت ضمن الذين تقدموا لوظائف المحاسبين بجامعة الخرطوم، عملت في جامعة الخرطوم بالمراجعة الداخلية في نوفمبر 1975م وكان يرأسها السيد: عبد الرحيم عمر المبارك.
**محاولة أخرى:
يمضي السيد: فاروق حامد في سرد تفاصيل بداية مشواره المهني؛ يقول: رغم يقيني بعد استيعابي بديوان المراجع، إلا أن محاولاتي التوظيف فيه لم تتوقف، وفي ديسمبر 1976م تقدمت بطلب لديوان المراجع العام مرة أخرى فقابلت المسؤوليين بشؤون العاملين بطلب الوظيفة، وكان المسؤول يعلم رفض جهاز أمن نميري مسبقاً برفض تعييني وكتب لهم هذه المرة إسمي فاروق حامد محمد بدلاً عن فاروق حامد فضل الله ووافق جهاز الأمن هذه المرة على تعييني وأرسل خطاب الديوان للمراقب المالي لجامعة الخرطوم لإخلاء سبيلي، وبدورهم أرسلوا آخر صرفية وأرسل الخطاب لمدير المراجعة الداخلية بجامعة الخرطوم السيد: عبد الرحيم عمر المبارك، فاستدعاني مدير المراجعة الداخلية بجامعة الخرطوم السيد: عبد الرحيم عمر المبارك وأخطرني بأنه يعمل رئيس حسابات غير متفرغ لجامعة الجزيرة حديثة الإنشاء ومكلف بتعيين محاسبين لها، وكان قد وضعني ضمن الذين سيذهبون لجامعة الجزيرة، ولكنه أيضاً كان يتحسب لحداثة المؤسسة وقدم لي عرض وظيفة في الدرجة الرابعة الفنية فوافقت على العمل بجامعة الجزيرة في فبراير 1977م وبعدها التحق السيد: عبد الرحيم عمر المبارك بجامعة الجزيرة في أبريل 1977م.
**مكتب الخرطوم:
ولما كان لابد لإدارة الجامعة الوليدة من تأسيس مكاتب لها بالخرطوم لمتابعة خطوات قيام الجامعة لذلك اتخذت جامعة الجزيرة أول مكاتب لها بالخرطوم تحت كبري القوات المسلحة بمنطقة بري وهي الآن تشغل مكتب خدمات لجامعة الخرطوم حيث وفي هذه المكاتب كان يوجد مكتب مدير الجامعة المرحوم البروفيسور: محمد عبيد المبارك رحمه الله، والبروفيسور: علي محمد الحسن -عميد الإقتصاد، والبروفيسور: حسن الطيب الحاج -عميد كلية الزراعة، والأستاذة: فادية سكرتية د. نصر الدين محمد محمود عميد كلية الطب، والسيد: فاروق حامد محمد حسين – مسجل كلية العلوم والتكنولوجيا، والأستاذ: الطيب جبارة – مدير مكتب المدير، وسكرتيرته عواطف لبيب، وجون نبيل- مراسلة والبينو- عامل، وليلى محمد وزينب سكرتيرات لكلية الزراعة وهن من بنات بور تسودان، وعبد الرحيم عمر المبارك – رئيس الحسابات، وتم تعيين محمد أحمد الزين، وسيد محمد عثمان، ومهدي عبد الله محاسبين، ومحمد الفاتح عبد الرازق- ضابط مشتريات، ومحمد عبد السلام عمل لمدة 3 شهور، وفضل ومحمد اسحاق طلب للقندران، وسيد محمد عثمان يقوم بحفظ النثرية، تم استيعاب ميرغني سيد أحمد وكان يعمل بوزارة المالية لمتابعة التغذية وصرفيات المقاولين.
أُنشئ قسم الحسابات كأول إدارة بعد الكليات الأربع، وتبعه لاحقاً قسم الهندسة ثم قسم الخدمات، وتم تعيين عبد الرحيم عمر المبارك- رئيساً له من جامعة الخرطوم عن طريق الإنتداب، ولم يكن متفرغاً وتفرغ تماماً للعمل في جامعة الجزيرة في أبريل 1977م وكان الحاج مكي مدني- ضابط خدماتآأنذاك، وكان ينوب عن الحسابات بحفظ النثرية بمدني إلى أن تم تعيين سيد محمد عثمان لوحدة مدني.
**ميزانية الجامعة:
يقول الأستاذ: فاروق حامد فضل الله أن ميزانية الجامعة كانت تعتمد على الدعم الحكومي وأول ميزانية للجامعة بحسب تقرير أعده رئيس قسم الحسابات بالجامعة الأستاذ: عبد الرحيم عمر المبارك كانت 37.500 جنيه كميزانية تسيير في الفترة من 15/11/1975م وحتي 30/6/1976م لترتفع الميزانية في العام 1976م و1977م إلى مبلغ 500 ألف جنيه لميزانية التنمية وفي العام 1977م و1978م إلى مليون جنيه جارية و2 مليون جنيه ميزانية تنمية وفي العام 1978، و1979م قبل انتفاضة أبريل 1985م كان حجم الميزانية 6.200 مليون جنيه .
وفي فترة تولي البروفيسور:عمر حسن جحا منصب مدير الجامعة، تم وضع ميزانية 15 مليون جنيه، وتم التصديق بمبلغ 8 مليون جنيه مما دفعه لتقديم إستقالته برغم توضيح مدير الحسابات له بأن هذا المبلغ مناسب ويمكن أن يسير الجامعة لكنه رفض التراجع عن إستقالته .
وأيضاً كان هناك دعم كويتي بقيمة 10 ألف جنيه إسترليني كان يورد شهرياً لحسابات الجامعة بلندن، وتم فتح حساب للجامعة بلندن تحت إشراف السفارة السودانية بلندن الحساب (أ) للمبعوثين ومستحقاتهم، والحساب (ب) للمشتريات، وتورد الـ(10) ألف جنيه إسترليني للحساب (ب). ولفترة كان يساعدهم السيد: عميد كلية العلوم والتكنولوجيا الدكتور: فيلب موصلي في لندن.
ومن مبلغ الـ 37.500 جنيه تم شراء لوري وقندران ماركة (فيات)، و2 بكاسي وكانت العربة المرسيدس منحة من منظمة الأمم الإفريقية من النقل الميكانيكي وبعدها تم شراء 2 داف وتنكر وقود.
**تبعية المزرعة:
وفي 1/7/1977م صدر قرار جمهوري بأيلولة مزرعة أبحاث النشيشيبة وتم تكليفه من السيد: رئيس الحسابات بالذهاب مع وفد الجامعة والذي يتكون من السيد: مدير الجامعة، وعميد كلية الزراعة، ومدير مكتب المدير الطيب جبارة لاستلام المزرعة. يقول الأستاذ فاروق حامد: تم استقبالنا من قبل مدير المزرعة د. عوض الكريم بخيت والسادة الفنيين: جلي عبد الرحمن جلي، وخلف الله عبد العليم والطاهر علوب، وعبدالرحمن أحمد، وإدريس أحمد إدريس رحمه الله، وكان هناك بعض الباحثين من بينهم محمد الطريفي محمد. تم استلام المزرعة وكانت تحتوي على 570 بقرة و4 ثيران هجين وتراكتور وآليات زراعية وأراضٍ تقدر مساحتها بحوالي 1000 فدان، وكان يوجد بمنطقة النشيشيبة سكن توتو ماتا تمت إزالته لاحقاً وأراضٍ حكومية وجنائن تم تعويض ملاكها، وعندما كان الرشيد الطاهر بكر رئيس وزراء تم نزع بعض الأراضي وتم تعويض أصحابها..
يمضي الأستاذ فاروق حامد في حديثه: أن الجامعة كان أساسها كلية طب ناصر والتي قامت بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث أسست جمعية أهلية قررت قيام الكلية وكان عميدها البروفيسور: صلاح الدين طه صالح، وكونت اللجنة، واستلمت أسمنت من مخازن الأشغال تخص كلية طب ناصر بعد أيلولتها لجامعة الجزيرة، وفي يوليو 1977م تم ترحيلها لمخازن الجامعة المستأجرة في المنطقة الصناعية بمخازن أبوسنون بمارنجان، وتم ترحيلهم باللوري والقندران وثلاثة طلب هم: إسحاق ومحمد وكوكو واللوري يقوده إبراهيم إسماعيل وأول سائق عمل مع مدير الجامعة هو سليمان أحمد عثمان وعبد الرؤوف سائق البوكس وهو من أولاد بري وأول طلمبة تعاملت معها الجامعة في الخرطوم هي طلمبة شل معتصم .
**نواة الجامعة:
يقول حامد: إن المعمل الطبي كان يتبع لكلية طب ناصر وكان به سيخ يخص كلية طب ناصر زائداً الكلية الإعدادية كانت بها المكتبة وتخص كلية طب ناصر والمساحة يقال أنها تبرع بها رجل البر والإحسان الشيخ أبوزيد أحمد العوض رحمه الله..
ونفذ العمل في بداية قيام الجامعة عبر مقاولين في العام 1977م، وتم تنفيذ العمل تحت إشراف المهندس: قاسم بطري وكان يشغل منصب كبير المهندسين، فنفذت شركة الشرق الأوسط للتشييد مباني النشيشيبة حضرت لمدني عام 1978م في أكتوبر مكثت في الخرطوم لفترة وبعدها تم تعييين الأستاذ: هاشم حسن سليمان مخلصاً للجامعة في بورتسودان والخرطوم 1977م خلص شحنة خشب قادمة من السويد وكان السيد: هاشم قد عينه البروفيسور: محمد عبيد بعد أن أعجب بنشاطه وطلب منه العمل بجامعة الجزيرة فوافق..
وفي أواخر 1978م تم ترحيل مكتب الخرطوم لجوار نادي الأساتذة بجامعة الخرطوم وبعده تم إيجار مكتب بنمرة (2) جوار فندق لولي وغرب نادي الضباط الحالي، وتم استئجار إستراحة بدلاً عن الإستراحة التي كانت مؤجرة ببحري الدناقلة وذلك في العمارات، وبعدها تحولت المكاتب إلى موقع وزارة التعليم العالي الحالية حتى العام 1989م .
وفي العام 1978م تم تعيين عبد الحميد أحمد الحاج وتم تحويل المحاسبين من الخرطوم إلى مدني وهم السيد: رئيس الحسابات محمد أحمد الزين، والسيد: مهدي عبد الله إضافة لعبد الحميد وبعدها تم تعيين السيد: علي محمد سليمان، والعطايا التاي إدريس، ويوسف محمد بابكر، وبخيت عبد الرحمن في أواخر 1978م وظللت باقياً بالخرطوم لترحيل المكاتب بمساعدة ضابط المشتريات هاشم للشراء، وكان لدي دفتر شيكات موقع بإمضاء أول من مدير الجامعة، ومن نائب مدير الجامعة علي محمد الحسن، وبعدها تم إيجار مكتب بنمرة (2) وتم تعيين محمد النعيم مهيد -ضابط إتصال وكان السيد: صلاح سيد أبوعيسي مسؤولاً عن العربات وملفات المبعوثين..
ولفت الأستاذ: فاروق إلى أن السيد: عبد الرحيم عمر المبارك كان يقوم مقام سكرتير شؤون الأفراد ويقوم بتعيين مساعدي هيئة التدريس، والقيام بما يلزم سفرهم للخارج، وكان يقوم بهذه المهمة السيد: مستشار المدير لشؤون الأفراد السيد: محمد علي فراج الذي أعفي من هذه المهمة فكانت مرتبات الأفراد قبل يوم 1/7/1977م على جامعة الخرطوم، وكان الفرق بين الوظيفة في جامعة الخرطوم وجامعة الجزيرة كانت تدفع لهم جامعة الجزيرة ما عدا عميد الإقتصاد البروفيسور: علي محمد الحسن الذي تم انتدابه من المجلس القومي للبحوث.
حضرت لمدني في العام 1979م، وكان العمل جماعياً فتم تعييني مراجعاً داخلياً في العام 1979م حتى العام 1981م، وعدت للمرتبات والمدفوعات في العام 1989م بعدها دخلت في إجازة بدون مرتب وهاجرت للسعودية وعدت بعد 6 شهور وبعدها تم فصلي للصالح العام في أكتوبر 1990م ضمن 11 من العاملين بالجامعة 8 أساتذة و3 موظفين عدت للجامعة بعد اتفاقية نيفاشا في أكتوبر 2007م ومكثت في مجمع النشيشيبة مدة شهرين وبعدها تم نقلي لكلية المجتمع لمدة سنة ثم نقلت إلى المطبعة ومن ثم نقلت مديراً مالياً لمجمع المختبرات الطبية وظللت أعمل بمجمع المختبرات حتى دخولي المعاش في 2015م..
في العام 1976م وحتى العام 1979م عُين الأستاذ: محمد عمر أحمد والذي كان يشغل منصب مدير الخدمات بمشروع الجزيرة ومعه عبد الله محمد عمر الكارب وكان لهما دور في دعم كلية طب ناصر وعين محمد أحمد عمر أميناً عاماً لجامعة الجزيرة بعد نزوله المعاش في 31/12/1976م بقرار جمهوري.
**قيام الأقسام:
يضم القسم الهندسي كبير المهندسين قاسم بطري والمهندس عبد الحفيظ النور، وسليم محمد عبد المجيد، والخدمات: الحاج مكي مدني، وعلي عبيد المبارك، وشؤون الأفراد الأمين الطيب ضابط شؤون خدمة، والحسابات سيد عثمان يقوم بحفظ النثرية وتجديدها وصرف استحقاقات العاملين، وكان يقوم بهذه المهمة الحاج مكي مدني، وضابط البساتين السيد: محمد إبراهيم رستم، واستراحة بوكاسا بالحي السوداني كان بها سليمان خالد وجاء من سلك السكة حديد وكان مساعده ميرغني إسماعيل عريسو تم ترحيل رئاسة الجامعة من الخرطوم لمدني في نهاية 1978م .
في 10/10/1979م عُينت مراجعاً داخلياً وفي مارس 1982م تقدمت باستقالتي عن عمل المراجع الداخلي وعدت لإدارة الحسابات.
**العمل النقابي:
وفي هذه الفترة قامت نقابة جامعة الجزيرة لدورة 1981م -1985م وقد أُنتخبت رئيسا لنقابة الموظفين ومساعدي المعامل وكان معي بالنقابة السيد: يوسف محمد بابكر، والسيد: علي عبيد والسيد: جعفر محمد إبراهيم ونقابة الأساتذة وكان رئيسها الدكتور: سليمان محمد الدبيلو، والبروفيسور: آدم إبرهيم آدم والبرفيسور: عبدالعال قريشاب .
عملت رئيساً للنقابة لدورتين وهي دورات 1981م – 1987م، و1987م- 1990م وكان السيد: محمود كنانة يشغل نائب رئيس النقابة.
**إنتفاضة أبريل:
في أواخر مارس 1985م وجهت حكومة مايو بقبول طلاب كتائب مايو بالجامعات وذلك بعد تظاهرات الجامعة الإسلامية بأم درمان وصادف ذلك أن قابلت رئيس إتحاد طلاب جامعة الجزيرة طارق الشيخ وتناقشنا في ما جاء بخطاب رئيس الجمهورية مستنكرين الجزئية التي تخص قبول طلائع مايو، وفي اليوم التالي تسلمت دعوة لحضور إجتماع بداخلية الطلاب بالإعدادية ليلاً وكان الحضور من جانب الجامعة دكتور سليمان الديبلو رئيس نقابة الأساتذة، ود.محمد فراج، والأستاذ: مجدي سليم، والمحامي عبدالمنعم جكنون، والدكتور مدني أحمد عيسى، بالإضافة لطارق الشيخ وآخرين من اتحاد الطلاب وصادف ذلك دخول نقابة الأطباء في هذه الفترة في إضراب، وتم في الإجتماع تنوير الحاضرين ووزعت المهام ومن ضمن المهام التي أوكلت إليّ الإتصال بالمحاسبين في البنوك والمالية، وبعدها تواصلت الإجتماعات السرية حتى قيام الإنتفاضة في 6 أبريل وفي هذه الفترة إنضمت إلينا نقابات البنوك ومصانع النسيج ولحسن الحظ كنا في النقابة العامة للجامعات ولم نكن نتبع لنقابة الموظفين والتي كانت أقرب للإتحاد الإشتراكي.
ويواصل الأستاذ فاروق: بعد نجاح الإنتفاضة تم إنشاء التجمع النقابي والأحزاب السياسية اللتين قادتا العمل في الفترة الإنتقالية، وكانت الأجسام التي قادت العمل تتكون من 6 نقابات وهي التي أسست التجمع وهي: الأساتذة والموظفين بجامعة الجزيرة، والأطباء، واتحاد المحامين، والإداريين، ونقابات النسيج، واتحادات الطلاب. إستمر هذا الوضع حتى قيام المؤتمر الأول للإنتفاضة والذي أقيم بنادي الجزيرة بو دمدني وحضره الإمام الراحل السيد: الصادق المهدي، والمرحوم محمد إبراهيم نقد، والمرحوم أمين مكي مدني، ومن ثم تم اختياري عضواً بمجلس الجامعة ممثلاً للموظفين بالجامعة، وكان رئيس المجلس وقتها رحمة الله عبد الله أول وزير خارجية لحكومة أكتوبر 1964م.
**تحقيق مهني:
يقول الأستاذ فاروق حامد: في العام 1988م حدث خلاف حول إضراب الطلاب عن الطعام فطلبت من الإدارة أن تعدهم بالموافقة على الإيفاء ببعض مطالبهم لتسهيل الوساطه، فرفضت وخرجت محتجاً على هذا الأمر. وبعدها تم تكوين مجلس تحقيق بدرجة قاضي وإثنين في الدرجة الثانية لأنني في ذلك الوقت كنت في الدرجة الثالثة وأعلم قوانين الخدمة فتم تكوين المجلس برئاسة مولانا: عمر مصطفى الزواوي وكان يشغل وقتها مستشاراً لحاكم الإقليم الأوسط. وفي المجلس تحدث ضابط شؤون الخدمة ووكيل الجامعة وضابط الخدمات ورئيس الحسابات والشهود فكل الذين حضروا سواء للشهادة أو جانب الشاكي إدارة الجامعة كانوا في صفي خرج قرار مجلس المحاسبة بإرجاعي للعمل مع خصم 10 يوم .
وفي 18/3/1989م تسلمت قرار اللجنة وسلمته للسيد: وكيل الجامعة فوعدني بإرسال الخطاب للعودة للعمل وحتى يونيو 1989م لم أتسلم خطاب عودتي للعمل وسافرت للسعودية في ديسمبر 1989م وعدت ووجدت بأنه تم فصلي بسبب الغياب وقد أرسل السيد: رئيس الحسابات عبد الرحيم عمر المبارك خطاباً للسيد المدير يوضح فيه بأنني موقوف من العمل ولست غائباً، وأن سفري للسعودية كان بموافقة وكيل الجامعة الذي وجه باستخراج شهادة إجازة لي وتم إرجاعي للعمل في فبراير من العام 1990م وصرفت جميع إستحقاقاتي من مرتبات، ثم أخذت إجازة بدون مرتب لمدة (5)سنوات حسب الإستحقاق وسافرت للسعودية وفي أكتوبر 1990م تم فصلي للصالح العام..
**ميزات الجامعة:
بعد ترحيل الإدارة لمدني تم إيجار ثلاثة ميزات بمدني الميز الأول بحي المطار وكان يسكن به السيد: عبد الرحيم عمر المبارك، وفاروق حامد، ومن مساعدي التدريس عبد الفتاح عبد المعطي، ومحمد إدريس مصطفى، ونور الدين مقلد، ومحمد عثمان بابكر، وصالح أبكر، وبدر الدين الطاهر بدر، وميز دردق كان يسكن به السيد:كمال خضر الجزولي، وعلي عبيد المبارك، ومحمد أحمد الزين، وعبد الحميد أحمد الحاج، وميز حي البيان وكان يسكن به العطايا التاي إدريس، وقرشي عبد الحليم، وكمال عوض، وميز نادي الأمل وكان يسكن به جعفر أحمد إبراهيم، وعبد المنعم زُرقة، وعثمان التوم التهامي. يقول ظللت أعمل حتى 2020م بعد المعاش الذي دخلته في العام 2015م..
**الأبناء:
للأستاذ فاروق حامد 6 من الأبناء والبنات وهم : عبد الرحي م–درس محاسبة جامعة ودمدني الأهلية، وعبد الرحمن– درس دبلوم بكلية الهندسة والتكنولوجيا، وبكالريوس بجامعة السودان المفتوحة ويعمل بكلية الحاسوب والعلوم الرياضية، قُصي- ويعمل بالقوات المسلحة طيار، سلمى ربة منزل خريجة جامعة السودان محاسبة، رباب –درست بجامعة الزعيم الأزهري، ورغدة – درست كلية علوم الإتصال تخصص إذاعة.

admin

تدوينات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Read also x